تُسقِطُ أُنثى، و إذا ضَمِرا جَميعاً تُسقِطُهُما جَميعاً.
قالا: مِن أيِّ شَيءٍ الطّولُ و القِصَرُ في الإنسانِ؟ فَقالَ علیه السلام: مِن قِبَلِ النُّطفَةِ إذا خَرَجَت مِنَ الذَّكَرِ فَاسَتدارَت جاءَ القِصَرُ، و إن استَطالَت جاءَ الطّولُ. قالَ صبّاحٌ: ما أصلُ الماءِ؟ قالَ علیه السلام: أصلُ الماءِ خَشيَةُ اللهِ، بَعضُهُ مِنَ السَّماءِ و يَسلُكُهُ في الأرضِ يَنابيعَ، و بَعضُهُ ماءٌ عَلَيهِ الأَرضونَ، و أصلُهُ واحِدٌ عَذبٌ فُراتٌ. قالَ: فَكَيفَ مِنها عُيونُ نَفطٍ و كِبريتٍ و مِنها قارٌ و مِلحٌ و أشبَهَ ذَلِكَ؟ قالَ علیه السلام: غَيَّرَهُ الجَوهرُ و انقَلَبَت كَانقِلابِ العَصيرِ خَمراً، و كَما انقَلَبَتَ الخَمرُ فَصارَت خَلّاً و كَما يُخرِجُ مِن بَينِ فَرثٍ و دَمٍ لَبَناً خالِصاً. قالَ: فَمِن أينَ أُخرِجَت أنواعُ الجَواهِرِ؟ قالَ: انقَلَبَت مِنها كَانقِلابِ النُّطفَةِ عَلَقَةً ثُمَّ مُضغَةً ثُمَّ خِلقَةً مُجتَمِعَةً مَبنيَّةً عَلى المُتَضادّاتِ الأربَعِ. قالَ عُمرانُ: إذا كانَت الأرضُ خُلِقت مِنَ الماءِ و الماءُ البارِدُ رَطبٌ، فَكيفَ صارَت الأرضُ بارِدَةً يابِسَةً؟ قالَ علیه السلام: سُلِبَتِ النَّداوَةُ فَصارَت يابِسَةً. قالَ: الحَرُّ أنفَعُ أمِ البَردُ؟ قالَ: بَل الحَرُّ أنفَعُ مِنَ البَردِ؛ لِأنَّ الحَرَّ مِن حَرِّ الحَياةِ و البَردُ مِن بَردِ المَوتِ، و كَذَلِكَ السُّمومُ القاتِلَةُ، الحارُّ مِنها أسلَمُ و أقَلُّ ضَرَراً مِنَ السُّمومِ البارِدَةِ.
و سَألاهُ عن عِلَّةِ الصَّلاةِ، فَقالَ: طاعَةٌ أَمَرَهُم بِها و شَريعَةٌ حَمَلَهُم عَلَيها، و في الصَّلاةِ تَوقيرٌ لَهُ و تَبجيلٌ، و خُضوعٌ مِنَ العَبدِ إذا سَجَدَ، و الإقرارُ بِأنَّ فَوقَهُ رَبّاً يَعبُدُهُ و يَسجُدُ لَهُ. و سَألاهُ عن الصَّومِ، فَقالَ علیه السلام: امتَحَنَهُم بِضَربٍ مِنَ الطّاعَةِ؛ كَيما يَنالوا بِها عِندَهُ الدَّرَجاتَ؛ لِيُعَرِّفَهُم فَضلَ ما أنعَمَ عَلَيهِم مِن لَذَّةِ الماءِ و طيبِ الخُبزِ، و إذا عَطِشوا يَومَ صَومِهِم ذَكَروا يَومَ العَطَشِ الأكبَرِ في الآخِرَةِ، و زادَهُم ذَلِكَ رَقَبَةً في الطّاعَةِ.
و سَألاهُ لِمَ حَرَّمَ الزِّنى؟ قالَ: لِما فِيهِ مِنَ الفَسادِ و ذَهابِ المَواريثِ و انقِطاع الأنسابِ، لا تَعلَمُ المَرأةُ في الزِّنى مَن أحبَلَها، و لا المَولودُ يَعلَمُ مَن أبوهُ، و لا أرحامَ مَوصولَةٌ و لا قَرابَةَ مَعروفَةٌ».۱