89
میراث مکتوب رضوی

تُسقِطُ أُنثى، و إذا ضَمِرا جَميعاً تُسقِطُهُما جَميعاً.

قالا: مِن أيِّ شَي‏ءٍ الطّولُ و القِصَرُ في الإنسانِ؟ فَقالَ علیه السلام: مِن قِبَلِ النُّطفَةِ إذا خَرَجَت مِنَ الذَّكَرِ فَاسَتدارَت جاءَ القِصَرُ، و إن استَطالَت جاءَ الطّولُ. قالَ صبّاحٌ: ما أصلُ الماءِ؟ قالَ علیه السلام: أصلُ الماءِ خَشيَةُ اللهِ، بَعضُهُ مِنَ السَّماءِ و يَسلُكُهُ في الأرضِ يَنابيعَ، و بَعضُهُ ماءٌ عَلَيهِ الأَرضونَ، و أصلُهُ واحِدٌ عَذبٌ فُراتٌ. قالَ: فَكَيفَ مِنها عُيونُ نَفطٍ و كِبريتٍ و مِنها قارٌ و مِلحٌ و أشبَهَ ذَلِكَ؟ قالَ علیه السلام: غَيَّرَهُ الجَوهرُ و انقَلَبَت كَانقِلابِ العَصيرِ خَمراً، و كَما انقَلَبَتَ الخَمرُ فَصارَت خَلّاً و كَما يُخرِجُ مِن بَينِ فَرثٍ و دَمٍ لَبَناً خالِصاً. قالَ: فَمِن أينَ أُخرِجَت أنواعُ الجَواهِرِ؟ قالَ: انقَلَبَت مِنها كَانقِلابِ النُّطفَةِ عَلَقَةً ثُمَّ مُضغَةً ثُمَّ خِلقَةً مُجتَمِعَةً مَبنيَّةً عَلى المُتَضادّاتِ الأربَعِ. قالَ عُمرانُ: إذا كانَت الأرضُ خُلِقت مِنَ الماءِ و الماءُ البارِدُ رَطبٌ، فَكيفَ صارَت الأرضُ بارِدَةً يابِسَةً؟ قالَ علیه السلام: سُلِبَتِ النَّداوَةُ فَصارَت يابِسَةً. قالَ: الحَرُّ أنفَعُ أمِ البَردُ؟ قالَ: بَل الحَرُّ أنفَعُ مِنَ البَردِ؛ لِأنَّ الحَرَّ مِن حَرِّ الحَياةِ و البَردُ مِن بَردِ المَوتِ، و كَذَلِكَ السُّمومُ القاتِلَةُ، الحارُّ مِنها أسلَمُ و أقَلُّ ضَرَراً مِنَ السُّمومِ البارِدَةِ.

و سَألاهُ عن عِلَّةِ الصَّلاةِ، فَقالَ: طاعَةٌ أَمَرَهُم بِها و شَريعَةٌ حَمَلَهُم عَلَيها، و في الصَّلاةِ تَوقيرٌ لَهُ و تَبجيلٌ، و خُضوعٌ مِنَ العَبدِ إذا سَجَدَ، و الإقرارُ بِأنَّ فَوقَهُ رَبّاً يَعبُدُهُ و يَسجُدُ لَهُ. و سَألاهُ عن الصَّومِ، فَقالَ علیه السلام: امتَحَنَهُم بِضَربٍ مِنَ الطّاعَةِ؛ كَيما يَنالوا بِها عِندَهُ الدَّرَجاتَ؛ لِيُعَرِّفَهُم فَضلَ ما أنعَمَ عَلَيهِم مِن لَذَّةِ الماءِ و طيبِ الخُبزِ، و إذا عَطِشوا يَومَ صَومِهِم ذَكَروا يَومَ العَطَشِ الأكبَرِ في الآخِرَةِ، و زادَهُم ذَلِكَ رَقَبَةً في الطّاعَةِ.

و سَألاهُ لِمَ حَرَّمَ الزِّنى؟ قالَ: لِما فِيهِ مِنَ الفَسادِ و ذَهابِ المَواريثِ و انقِطاع الأنسابِ، لا تَعلَمُ المَرأةُ في الزِّنى مَن أحبَلَها، و لا المَولودُ يَعلَمُ مَن أبوهُ، و لا أرحامَ مَوصولَةٌ و لا قَرابَةَ مَعروفَةٌ».۱

1.. المناقب، ابن شهرآشوب، ج ۴، ص ۳۵۳.


میراث مکتوب رضوی
88

قالَ: قَومٌ هوَ مِن عِلمِ الأنبياءِ و خُصّوا بِهِ لِأسبابٍ شَتّى، فَلَم يُدرِكِ المُنَجِّمونِ الدَّقيقَ مِنها، فَشابوا الحَقَّ بِالكَذِبِ.

هَذا آخر لفظ مولانا علي‏ بن موسى علیه السلام في هذِهِ الرواية الجليلة الإسناد. و قوله علیه السلام حجّة على العباد، فَأمّا قوله فيها: ذكروا و يقال فإنّ عادتهم علیهم السلام عِندَ التقية و لدى المخالفين من العامّة يَقولونَ نحو هَذا الكلام تارةً، و تارةً: كانَ أبي يَقولُ: و تارةً: روى عن رَسولُ اللّٰه صلی الله علیه و آله ».۱

۲. و مِمّا أجاب علیه السلام بحضرة المأمون لصبّاح بن نصر الهندي و عمران الصابي، عن مسائلهما، قالَ: «عمران: العَين نورٌ مُرَكَّبَةٌ، أمِ الرّوحُ تُبصِرُ الأشياءَ مِن مَنظَرِها؟ قالَ علیه السلام: العَينُ شَحمَةٌ؛ و هوَ البَياضُ و السَّوادُ، و النَّظَرُ لِلرّوحِ، دَليلُهُ أنّكَ تَنظُرُ فِيهِ فَترَى صورَتَكَ في وَسَطِهِ، و الإنسانُ لا يَرى صورَتَهُ إلّا في ماءٍ أو مِرآةٍ و ما أشبَهَ ذَلِكَ. قالَ صَبّاحٌ: فَإذا عَمِيَتِ العَينُ كَيفَ صارَت الرّوحُ قائِمَةً و النَّظَرُ ذاهِبٌ؟ قالَ علیه السلام: كَالشَّمسِ طالِعَةً يغشاها الظَّلامُ، قالَ: أينَ تَذهَبِ الرّوحُ؟ قالَ: أينَ يَذهَبُ الضَّوءُ الطّالِعُ مِنَ الكُوَّةِ في البَيتِ إذا سُدَّتِ الكُوَّةُ؟ قالَ: أوضِح لي ذَلِكَ، قالَ علیه السلام: الرّوحُ مَسكَنُها في الدِّماغِ و شُعاعُها مُنبَثٌ في الجَسَدِ، بِمَنزِلَةِ الشَّمسِ دارَتُها في السَّماءِ و شُعاعُها مُنبَسِطٌ عَلى‏الأرضِ، فَإذا غابَتِ الدّائِرَةُ فَلا شَمسَ، و إذا قُطِعَ الرَّأسُ فَلا روحَ. قالا: فَما بالَ الرَّجُلِ يَلتَحي دونَ المَرأةِ؟ قالَ علیه السلام: زَيَّنَ اللّهُ الرِّجالَ بِاللُّحى و جَعَلَها فَضلاً يُستَدَلُّ بِها عَلى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ. قالَ عُمرانُ: ما بالُ الرَّجُلِ إذا كانَ مُؤَنَّثاً و المَرأةُ إذا كانَت مُذَكَّرَةً؟ قالَ علیه السلام: عِلّةُ ذَلِكَ أنَّ المَرأةَ إذا حَمَلَت و صاَر الغُلامُ مِنها في الرَّحِمِ مَوضِعَ الجاريَةِ كانَ مُؤَنَّثاً، و إذا صارَت الجاريةُ مَوضِعَ الغُلامِ كانَت مُذَكَّرَةً؛ و ذَلِكَ أنَّ مَوضِعَ الغُلامِ في الرَّحِمِ مِمّا يَلي مَيامِنَها و الجاريَةِ مِمّا يَلي مَياسِرَها، و رُبَّما وَلَدَت المَرأةُ وَلَدَينِ في بَطنٍ واحِدٍ، فَإن عَظُمَ ثَدياها جَميعاً تَحمِلُ تَوأمينِ، و إن عَظُمَ أحَدُ ثَديَيها كانَ ذَلِكَ دَليلاً عَلى أنَّهُ تَلِدُ واحِداً لا أنَّهُ إذا كانَ الثَّديُ الأيمَنُ أعظَمَ كانَ المَولودُ ذَكَراً و إذا كانَ الأيسَرُ أعظَمَ كانَ المَولودُ أُنثى، و إذا كانَت حامِلاً فَضَمِرَ ثَديُها الأيمَنُ فَإنَّها تُسقِطُ غُلاماً، و إذا ضَمِرَ ثَديُها الأيسَرُ فَإنَّها

1.. فرج المهموم فی تاریخ علماء النجوم، ص ۹۴.

  • نام منبع :
    میراث مکتوب رضوی
    سایر پدیدآورندگان :
    سیدمصطفی مطهری و رضا یاری نیا
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8504
صفحه از 212
پرینت  ارسال به