قالَ: حدّثنا علی بن موسى الرضا، قالَ: حدّثنی أبی عن أبیه، عن جدّه، عن أبیه، عن علی بن أبی طالب (صلوات الله علیه)، قالَ: «قالَ رَسولُ اللهِ[صلی الله علیه و آله]: عَلَیكُم بِمَكارِمِ الأخلاقِ؛ فَإنَّ اللهَ عزّ و جلّ بَعَثَنی بِها، و إنَّ مِن مَكارِمِ الأخلاقِ أن یَعفو الرَّجُلُ عَمَّن ظَلَمَهُ، و یُعطی مَن حَرَمَهُ، و یَصِلُ مَن قَطَعَهُ، و أن یَعودَ مَن لا یَعودُهُ».۱
۲. أخبرنا جماعة عن أبی المُفضّل، قالَ: حدّثنا أبو عَبدِ الله جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحَسَن الحسنی رضی الله عنه فی رجب سنة سبع و ثلاثمائة، قالَ: حدّثنی محمّد بن علی بن الحسین بن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیهم السلام، قالَ: حدّثنی الرِّضا علی بن موسى عن أبیه موسى بن جعفر، عن أبیه جعفر بن محمّد، عن أبیه محمّد بن علی، عن أبیه علی بن الحسین، عن أبیه الحسین، عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهم السلام، قالَ: «سَمِعتُ رَسولَ اللهِ[صلی الله علیه و آله] یَقولُ: طَلَبُ العِلمِ فَریضَةٌ عَلى كُلِّ مُسلِمٍ، فَاطلُبوا العِلمَ فی مَظانِّهِ، و اقتَبِسوهُ مِن أهلِهِ، فَإنَّ تَعَلُّمَهُ لِلهِ حَسَنَةٌ، و طَلَبَهُ عِبادَةٌ، و المُذاكَرَةَ فیهِ تَسبیحٌ، و العَمَلَ بِهِ جِهادٌ، و تَعلیمَهُ مَن لا یَعلَمَهُ صَدَقَةٌ، و بَذلَهُ لِأهلِهِ قُربَةٌ إلى اللهِ (تَعالى)؛ لِأنَّهُ مَعالِمُ الحَلالِ و الحَرامِ، و مَنارُ سُبُلِ الجَنَّةِ، و المُؤنِسُ فی الوَحشَةِ، و الصّاحِبُ فی الغُربَةِ و الوَحدَةِ، و المُحَدِّثُ فی الخَلوةِ، و الدَّلیلُ فی السَّرّاءِ و الضَّرّاءِ، و السِّلاحُ عَلى الأعداءِ، و الزَّینُ عِندَ الأخِلّاءِ. یَرفَعُ اللهُ بِهِ أقواماً فَیَجعَلُهُم فی الخَیرِ قادَةً، تُقتَبَسُ آثارُهُم، و یُهتَدى بِفِعالِهِم، و یُنتَهى إلى آرائِهِم، تَرغَبُ المَلائِكَةُ فی خَلَّتِهِم، و بِأجنِحَتِها تَمُسُّهُم، و فی، صَلاتِها تُبارِكُ عَلَیهِم، یَستَغفِرُ لَهُم كُلُّ رَطبٍ و یابِسٍ حَتّى حیتانُ البَحرِ و هَوامُّهُ، و سِباعُ البَرِّ و أنعامُهُ.
إنَّ العِلمَ حَیاةُ القُلوبِ مِنَ الجَهلِ، و ضیاءُ الأبصارِ مِنَ الظُّلمَةِ، و قُوَّةُ الأبدانِ مِنَ الضَّعفِ، یَبلُغُ بِالعَبدِ مَنازِلَ الأخیارِ، و مَجالِسَ الأبرارِ، و الدَّرَجاتِ العُلى فی الدُّنیا و الآخِرَةِ، الذِّكرُ فیهِ یَعدِلُ بِالصّیامِ، و مُدارَسَتُهُ بِالقیامِ، بِهِ یُطاعُ الرَّبُّ و یُعبَدُ، و بِهِ تُوصَلُ الأرحامُ، و یُعرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرامِ، العِلمُ إمامُ العَمَلِ و العَمَلُ تابِعُهُ، یلهم بِهِ السُّعَداءَ و یُحَرِّمهُ الأشقیاءَ، فَطوبى لِمَن لَم یُحرِمهُ اللهُ مِنهُ حَظَّهُ».۲