سيّدة نساء العالمين فاطمة البتول ۱ ، ومنّا سبطا هذه الاُمة ، وسيّدا شباب أهل الجنّة ، فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ؛ أنا ابن مكّة ومنى ، أنا ابن زمزم والصفا ، أنا ابن مَن حمل الزكاة ۲ بأطراف الرداء وأعطاها إلى الفقراء والمساكين ، أنا ابن خير من ائتزر وارتدى ، أنا ابن خير من انتعل واحتفى ، أنا ابن خير من طاف وسعى ، أنا ابن خير من حجّ ولبّى ، أنا ابن من حُمل على البُراق ۳ في الهواء ، أنا ابن من أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، فسبحان من أُسري! أنا ابن من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى ، أنا ابن من دنا فتدلى، فكان من ربّه قاب قوسين أو أدنى ۴ ، أنا ابن مَن صلّى بملائكة السماء ، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى ، أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن عليّ المرتضى ، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتّى
1.سُئل الرسول صلى الله عليه و آله : ما البتول؟ فإنا سمعناك تقول : إنّ مريم بتول ، وإنّ فاطمة بتول . فقال : البتول ، الّتي لم ترَ حمرة قطّ ، ولم تحض ، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء . (روضة الواعظين ، الفتال الشهيد رحمه الله )
2.في أكثر النسخ : «حمل الركن بأطراف الرداء» ، وهو الصحيح ، لتكون إشارة إلى ما اشتهر عند المؤرخين من أنّ الكعبة قد تهدّمت بالسيل قبل بعثة النبيّ صلى الله عليه و آله في سنة خمس وثلاثين من عام الهجرة أو غيره ، فاجتمعت القبائل لبنائها ، وعندما أرادوا وضع الحجر في موضعه على الركن ، تنازعوا بينهم فيمن ينصبه ؟ ويكتسب ذاك الشرف العظيم ، وكاد أن يقع بينهم قتال كبير ، لكنهم اتفقوا أخيرا على أن يتحاكموا إلى أوّل مَن يدخل المسجد ذلك الحين ، فدخل محمّد صلى الله عليه و آلهفقالوا : «جاء الأمين» ، فتحاكموا إليه ، فنزع ردائه صلى الله عليه و آله وبسطه على الأرض ، ورفع الحجر فوضعه في الرِّداء ، وأمَر أنْ يأخذ كلّ رئيس قبيلة بطرفٍ من أطراف الرّداء ، ويحمله إلى قرب البيت ، فحملوه فتقدم صلى الله عليه و آله وأخذ الحجر بنفسه ، ونصبه في موضعه من الكعبة ، وبذلك اكتسب صلى الله عليه و آله العظمة لنفسه ، والقى التعب والثقل عن رؤساء القبائل ، وقطع النزاع ، وأخذ الفتنة .
ملخص من تاريخ اليعقوبي ، ج ۱ ، ص ۱۱۳ ، ط النجف ، وتاريخ مكّة ، الأرزقي ، ج ۱ ، ص ۱۰۳ .
3.«البُراق» : دابّة نحو البغل ، كان يركبه الرسول الأعظم صلى الله عليه و آلهعند العروج إلى السماء . (مجمع البحرين ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، جماعة من كبار المصريّين ، ص ۳۳۷ ، ط مصر ).
4.إشارة إلى الآية في سورة النجم : «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى » .
قيل : إن المراد من القوسين طرفي القوس ، وقيل : المراد من القوس ما يُقاس به الشيء ، والمقصود مقدار ذراعين ، يقال : «قاس الشيء بقوسه ، إذا قدّره» ، والقاب : هو القدر .