25
بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام

وشديد امتحانك ، ألا وإنّ أول ما يسألانك عن ربّكَ الّذي كنت تعبده؟ وعن نبيّكَ الّذي أُرسل إليك؟ وعن دينك الّذي كنت تعبده ۱ ؟ وعن كتابك الّذي كنت تتلوه؟ وعن إمامكَ الّذي كنت تتولاّه؟ ثُمَّ عن عمرك فيما أفنيته ، ومالك من أين اكتسبته وفيما أتلفته ۲ ؟ فخذ حِذركَ ، وانظر لنفسكَ ، وأعدّ للجواب قبل الامتحان ، والمساءَلة والاختبار ، فإن تك مؤمنا تقيّا ، عارفا بدينكَ ، متّبعا للصالحين ۳ ، مواليا لأولياء اللّه ، لقّاكَ اللّه حجَّتكَ ، وأنطق ۴ لسانكَ بالصّواب ، وأحسنتَ الجواب ، وَبُشّرتَ بالجنّة والرضوان من اللّه عز و جل والخيرات الحسان ، واستقبلكَ الملائكة بالروح والريحان ، وإن لم تكن كذلك تَلَجْلَج ۵ لسانكَ ، ودحضت ۶ حجّتك ، وَعَييت عن الجواب ، وبُشّرتَ بالنار ، واستقبلتكَ ملائكة العذاب بنُزلٍ من حميم ، وتصلية جحيم .
واعلم يا بن آدم ، أنّ وراء هذا أعظم وأفظع ، وأوجع للقلوب يوم القيامة ، ذلك يوم مجموع له النّاس ، وذلك يوم مشهود يجمع اللّه فيه الأوّلين والآخرين ، ذلك ينفخ فيه الصور ، ويبعث ما في القبور ، ذلك يوم الآزفة ۷ ، إذ القلوب لدى الحناجر كاظمة ۸ ، ذلك يوم لا تقال فيه عثرة ، ولا تُؤخذ من أحد فدية ، ولا تقبل من أحد فيه معذرة ، ولا لأحد فيه مستقبل توبة ليس إلاّ الجزاء بالحسنات ، والجزاء بالسيّئات ، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير

1.في نسخة : «كنت تدين به» .

2.في نسخة : «فيما أنت أنفقته» .

3.في نسخة «الصادقين» بدل «الصالحين» .

4.في بعض النسخ : «انطلق» .

5.«تلجلج في الكلام» : تردد ولم يظهر .

6.«دحضت الحجة»: بطلت .

7.يوم القيامة .

8.في نسخة : «كاظمين» عدا نسخة من امالى الصدوق .


بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام
24

البحار ، ولأهلك ما دونه .
له ثمانية أركان ، على كلّ ركن منها من الملائكة ، ما لا يُحصى عددهم إلاّ اللّه عز و جل ، يسبّحون الليل والنهار ، ولو حسّ شيء فما فوقه ، ما قام لذلك طرفة عين لهم بينه ، وبين إحساس الجبروت والكبرياء والعظمة ، والقدس والرحمة ، ثُمَّ العلم ، وليس وراء هذا مقالٌ ۱ . ۲

(ومن كلام له عليه السلام)

(في الزّهد والتقوى والتّحذير من سخط الباري ونقمته)

۰.وذلك لمّا كان يعظ النّاس ، ويزهّدهم في الدنيا ، ويرغّبهم في الآخرة ۳ في كلّ جمعة في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وحُفظ عنه وكُتب ، كان يقول :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، اتّقوا اللّه ، واعلموا أنكم إليه ترجعون ، فتجد كلّ نفس ما عملت في هذه الدنيا من خيرٍ محضرا ، وما عملت من سوء ، توّد لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذّركم اللّه نفسه ۴ ، ويحك يا بن آدم الغافل ! وليس بمغفول عنه ، إنّ أَجلكَ أسرع شيء إليكَ ، قد أقبل نحوكَ حثيثا يَطلبكَ ۵ ، ويوشكُ أن يدركك ، وكان قد أوفيت أجلكَ ، وقد قبض الملكُ روحكَ ، وصرت إلى منزل وحيدٍ ، فرُدّ ۶ إليكَ فيه روحُكَ ، واقتحم عليك فيه ملكان ، منكر ونكير لمساءلتك

1.وفي نسخة : «وليس بعد هذا مقالٌ» أي لايُوصف ما فوق هذا الأُمور بالقول .

2.التوحيد ، ص۳۲۵ ؛ الاختصاص ، ص۷۲ ؛ الكافي ، ج۱ ، ص۱۲۹ ؛ اختيار معرفة الرجال ، ج۱ ، ص۲۷۵ ؛ تفسير القمّي ، ج۲ ، ص۲۳ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج۲ ، ص۲۸۸ ؛ بحار الأنوار ، ج۲۴ ، ص۳۷۴ ، ح۱۰۳ ؛ و ج۵۵ ، ص۲۴.

3.في الكافي : «في أعمال الآخرة» .

4.أي عقوبته .

5.أي مسرعا حريصا .

6.وصرت إلى قبرك وحيداً في نسخة .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تحقیق: جعفر عباس الحائری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2415
صفحه از 336
پرینت  ارسال به