ثُمَّ إنّ الجبار يشرف عليهم فيقول : أوليائي وأهل طاعتي ، وسكّان جنّتي في جواري ، ألا هل انبئكم بخير ممّا أنتم فيه؟
فيقول : ربّنا وأي شيء خيرٌ ممّا نحن فيه ؟ نحن فيما اشتهت أنفسُنا ، ولذّت أعيننا من النِعم في جوار الكريم .
فيعود عليهم بالقول ، فيقولون : «ربّنا نَعَمْ ياربّنا ، رضاك علينا ، ومحبتك لنا ، خير لنا وأطيب لأنفسنا» ثُمَّ قرأ الآية السابقة . ۱
۲۵۷.وقال عليه السلام في قول اللّه تعالى : « فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ » ۲ قال : العفو من غير عتاب . ۳
۲۵۸.وخرج عليه السلام يوما وهو يقول :أصبحت واللّه يا جابر ، محزونا مشغول القلب .
فقلت : ـ جعلت فداك! ـ ما حزنك وشغل قلبك ؟ كلّ هذا على الدنيا؟
فقال عليه السلام : لا ياجابر ، ولكن حزن همّ الآخرة .
يا جابر ، مَن دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان ، شُغل عمّا في الدنيا من زينتها . ۴
۲۵۹.وقال عليه السلام لبنيه :جالسوا أهل الدين والمعرفة ، وإن لم تقدروا عليهم ، فالوحدة آنس وأسلم ، فإن أبيتم إلاّ مجالسة الناس ، فجالسوا أهل المُروءات ؛ فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم ۵ . ۶
۲۶۰.وقال في تفسير قوله تعالى : « ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ
1.تفسير العياشي ، ج ۱ ، ص ۹۶ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۲ ، ص ۲۴۱.
2.الحجر : ۸۵ .
3.الأمالي ، الصدوق ، ص ۴۱۶ ، ح ۵۴۷ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۱.
4.تحف العقول ، ص ۲۸۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۶۵.
5.أي : لا يفحشون في كلامهم .
6.اختيار معرفة الرجال ، ج۲ ، ص ۷۸۸.