39
بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام

(ومن كلام له عليه السلام)

(في الاقتداء بآل محمّد عليهم السلام والنّهي عن القياس)

۰.قال عليه السلام : إنّ دين اللّه عز و جل لا يُصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يُصاب إلاّ بالتسليم ، فمن سَلم لنا سلم ، ومن اقتدى بنا هدى ، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئا ممّا نقوله ، أو نقضي به حرجا ، كفر بالذي أنزل السبع المثاني ۱ ، والقرآن العظيم ، وهو لا يعلم . ۲

(ومن كلام له عليه السلام)

(في أولياء اللّه الصالحين)

۰.عن أبي جعفر عليه السلام قال :وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليه السلام : « أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُونَ » ۳ إذا أدّوا فرائض اللّه ، وأخذوا سنن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وتورّعوا عن محارم اللّه ، وزهدوا في عاجل زَهْرة الحياة الدنيا ، ورغبوا فيما عند اللّه ، واكتسبوا الطيّب من رزق اللّه لوجه اللّه ، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ، ثُمَّ أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة ، فاُولئك الّذين بارك اللّه لهم فيما اكتسبوا ، ويُثابون على ما قدّموا لآخرتهم . ۴

1.«السّبع المثاني» : سورة الحمد ، وإنما سمّيت به لأنّها نزلت مرّتين ، وقيل غير ذلك .

2.كمال الدين ، ص۳۲۴ ؛ نقل عنه مستدرك الوسائل ، ج۱۷ ، ص۲۶۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۲ ، ص۳۰۳ .

3.يونس : ۶۲ .

4.تفسير العياشي ، ج۲ ، ص۱۲۴ ؛ تفسير التبيان ، ج۵ ، ص۴۰۱ ؛ تفسير الصافي ، ج۲ ، ص۴۰۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۹ ، ص۲۷۷ . وفي حديث آخر لمّا سُئل النبيّ صلى الله عليه و آلهعنهم فأجاب : إنّ أولياء اللّه سكتوا ، فكان سكوتهم ذكرا ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال الّتي قد كتب اللّه عليهم ، لم تقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب ، وشوقا إلى الثواب (بحار الأنوار ، ج ۶۶ ، ص ۲۸۹) .


بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام
38

ولم يترككم سُدى ، قد عرّفكم نفسه ، وبعث إليكم رسوله ، وأنزل عليكم كتابه ، فيه حلاله وحرامه ، وحججه وأمثاله ۱ ، فاتّقوا اللّه ما استطعتم ، فإنّه لا قوّة إلاّ باللّه ، ولا تُكلان إلاّ عليه ، وصلّى اللّه على محمّد نبيّه وآله . ۲

(ومن كلام له عليه السلام)

(يصف شيعته)

۰.وذلك لمّا كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليه الباب ، فقال : يا جارية انظري مَن بالباب ؟ فقالت : قوم من شيعتك ، فوثب عليه السلام عجلاً حتّى كاد أن يقع ، فلما فتح الباب ونظر إليهم فرجع .
قال عليه السلام : كذبوا فأين السَّمت ۳ في الوجوه ، أين أثر العبادة ، أين سيماء السجود؟ إنّما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم ، قد قرحت العبادة منهم الآناف ، ودثرت الجباه والمساجد ، خُمْصُ البُطون ۴ ، ذُبْلُ ۵ الشّفاه ، قد هبجت ۶ العبادة وجوههم ، واخلقَ سهر الليالي ، وقطع الهواجر جثثهم ، المسبّحون إذا سكت الناس ، والمصلّون إذا نام النّاس ، والمحزونون إذا فرح الناس . ۷

1.في بعض النسخ زيادة : «فقد احتجّ عليكم ربّكم فقال : « أَلَمْ نَجْعَل لَّهُو عَيْنَيْنِ * وَ لِسَانًا وَ شَفَتَيْنِ * وَ هَدَيْنَـهُ النَّجْدَيْنِ » البلد : ۸ ـ ۱۰ فهذه حجّة عليكم» .

2.تحف العقول ، ص۲۷۲ ، نقل عنه في بحار الأنوار ، ج۷۸ ، ص۱۲۸ .

3.«السّمتُ» ـ بكسر السّين ـ : العلامة.

4.«خُمص البطون» بالضمّ : أي ضامر البطن ، بحيث يلتصق إلى ظهره .

5.«ذبل جلده» : أي يبس وذهبت نضارته .

6.في نسخةٍ «اصفر» بدل «هبجت» .

7.في بعض النسخ زيادة : «يعرفون بالزهد ، كلامهم الرحمة ، وتشاغلهم بالجنة» ، أُنظر : صفات الشيعة ، ص۲۸ ؛ نقل عنه في مستدرك الوسائل ، ج۴ ، ص۴۶۸ ؛ وبحار الأنوار ، ج۶۸ ، ص۱۶۹ . وبحار الأنوار ، ج ۱۰ ط قديم ، عن صفات الشيعة ، الصدوق . ويقول جدّه الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : «عشرة خصال اختصّ بها شيعتنا ، هو الشّاجون الناحلون الذابلون ، ذابلةٌ شفاههم ، خميصة بطونهم ، متغيّرة ألوانهم ، مصفرّة وجوههم ، إذا جنّهم الليل ، اتخذوا الأرض فراشا ، واستقبلوها بجباههم ، كثير سجودهم ، غزيرة دموعهم ، كثير دعاؤهم ، كثير بكاؤهم ، يفرح الناس وهم محزونون» . ناسخ التواريخ ، ج ۳ ، ص ۹۶۸ ، ط حجر .

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين علیه السلام
    سایر پدیدآورندگان :
    گردآوری و تحقیق: جعفر عباس الحائری
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2419
صفحه از 336
پرینت  ارسال به