۱۸۴.الإمام عليّ عليه السلام :[قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ] : ألا ومَنِ استَخَفَّ بِفَقيرٍ مُسلمٍ فَقدِ استَخَفَّ بِحَقِّ اللّهِ ، وَاللّهُ يَستَخِفُّ بِهِ يَومَ القِيامَةِ ، إلاَّ أن يَتوبَ .
وقَال صلى الله عليه و آله : مَن أكرَمَ فَقيرا مُسلِما لَقِيَ اللّهَ عز و جل يَومَ القِيامَةِ وهُوَ عَنهُ راضٍ . ۱
۱۸۵.الإمام الصّادق عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقَد بَلِيَ ثَوبُهُ ، فَحَمَلَ إلَيهِ اثنَي عَشَرَ دِرهَما ، فَقالَ : يا عَلِيُّ، خُذ هذهِ الدَّراهِمَ فَاشتَرِ لي بِها ثَوبا ألبَسُهُ . قالَ عَليٌّ عليه السلام : فَجِئتُ إلَى السُّوقِ فَاشتَرَيتُ لَهُ قَميصا بِاثنَي عَشَرَ دِرهَما ، وجِئتُ بهِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَنَظَرَ إلَيهِ فَقالَ : يا عَلِيُّ، غَيرُ هذا أحَبُّ إلَيَّ، أتَرى صاحِبَهُ يُقيلُنا ؟ فَقُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : انظُر ، فَجِئتُ إلى صاحِبهِ فَقُلتُ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَد كَرِهَ هذا يُريدُ غَيرَهُ ۲ فَأقِلنا فيهِ ، فَرَدَّ علَيَّ الدَّراهِمَ ، وجِئتُ بِها إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَمَشى مَعَهُ إلَى السُّوقِ لِيَبتاعَ قَميصا ، فَنَظَرَ إلى جارِيَةٍ قاعِدَةٍ عَلَى الطَّريقِ تَبكي ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما شَأنُكِ ؟ قالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ أهلي أعطَوني أربَعَةَ دَراهِمَ لِأشتَرِيَ لَهُم حاجَةً فَضاعَت فَلا أجسُرُ أن أرجِعَ إلَيهِم ، فَأعطاها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله أربَعَةَ دَراهِمَ ، وقالَ : ارجِعي إلى أهلِكِ . ومضى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى السُّوقِ فَاشتَرى قَميصا بِأربعَةِ دَراهِمَ ، ولَبِسَهُ وحَمِدَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ وخَرَجَ ، فَرَأى رَجُلاً عُريانا يَقولُ : مَن كَساني كَساهُ اللّهُ مِن ثِيابِ الجَنَّةِ ، فَخَلَعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَميصَهُ الَّذي اشتَراهُ وكَساهُ السَّائِلَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى السُّوقِ فَاشتَرى بِالأربَعَةِ الَّتي بَقِيَت قَميصا آخَرَ ، فَلَبِسَهُ وحَمِدَ اللّهَ عَزَّوجَلَّ ورَجَعَ إلى مَنزِلِهِ ، فَإذا الجارِيَةُ قاعِدَةٌ عَلَى الطَّريقِ تَبكي ، فَقالَ لَها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : ما لَكِ لا تَأتينَ أهلَكِ ؟ قالَت : يا رَسولَ اللّهِ ، إنِّي قد أبطَأتُ عَلَيهِم أخافُ أن يَضرِبوني ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مُرِّي بَينَ يَدَيَّ ودُلِّيني عَلى أهلِكِ ، فَجاءَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتَّى وَقَفَ عَلى بابِ دارِهِم ، ثُمَّ قالَ : السَّلامُ عَلَيكُم يا أهلَ الدَّارِ ، فَلَم يُجيبوهُ ، فَأعادَ السَّلامَ فَلَم يُجيبوهُ ، فَأعادَ السَّلامَ فَقالوا : وعليكَ السَّلامُ يا رَسولَ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : ما لَكُم تَرَكتُم إجابَتي في أوَّلِ السَّلامِ وَالثَّاني ؟ فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، سَمِعنا كَلامَكَ فَأحبَبنا أن نَستَكثِرَ مِنهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ هذهِ الجارِيَةَ أبطَأت عَلَيكُم فَلا تُؤذوها ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ، هِيَ حُرَّةٌ لِمَمشاكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الحَمدُ للّهِ ، ما رَأيتُ اثنَي عَشَرَ دِرهَما أعظَمَ بَرَكَةً مِن هذِهِ : كَسا اللّهُ بِها عارِيَينِ ، وأعتَقَ بها نَسَمَةً . ۳
1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۱۳ ح ۴۹۶۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۵۱۴ ح ۷۰۷ كلاهما عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۳۷ ح ۳۰ .
2.في بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۴ ح ۱ «يريدُ ثوبا دونه».
3.الخصال : ص ۴۹۰ ح ۶۹ ، الأمالي للصدوق : ص ۳۰۹ ح ۳۵۷ كلاهما عن أبان الأحمر ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۴ ح ۱ .