95
تفسیر ابی الجارود و مسنده

۶۰.المناقب للكوفي : محمّد بن منصور ، عن محمّد بن حميد ، عن حمّاد بن يعلى‏ ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر[ عليه السلام ] - في قوله : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ » ، قال محمّد بن عليّ [عليهما السلام ] - :
«يا أبَا الجارودِ ، هَل في كتابِ اللَّهِ تَفسيرُ الصّلاةِ ؟ وكَم هيَ مِن رَكعَةٍ ؟ وفي أيِّ وقَتٍ هي ؟» ، قالَ : قلتُ : لا .
قالَ : «فإنّ النّبِيِّ صلى اللّه عليه و آله لمّا اُمرَ بالصّلاةِ قيلَ له : أعلِم اُمّتَكَ أنّ صَلاةَ الفَجرِ كَذا وكَذا رَكعةً ، والظّهرِ وَالعصرِ والمَغربِ والعِشاءِ .
ثُمّ كانتِ الزّكاةُ ، فكان الرّجُلُ يُعطي ما طابَت بِه نَفسُه ، فَلمّا نزَلَت قيلَ لِلنَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله : أعلِمِ النّاسَ مِن زَكاتِهِم مِثلَ ما أعلَمتَهُم مِن صَلاتِهِم .
قالَ : ثمّ إذا كانَ يَومُ عاشوراءَ صامَ ، وأرسلَ إلى‏ مَن حَولَ المدينةِ (ف)صاموا ، فَلمّا نزلَ (صَومُ) شهرِ رَمضانَ قيلَ لِلنّبيِّ صلى اللّه عليه و آله : أعلِم اُمّتَكَ مِن صِيامِهم مِثلَ الّذي عَلّمتَهُم مِن صَلاتِهِم وزَكاتِهِم ، ففَعَلَ .
ثمّ نَزلَ الحَجُّ ، فَقيلَ لِلنَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله : أعلِم اُمَّتكَ مِن مَناسِكِهِم مِثلَ الّذي عَلَّمتَهُم مِن صَلاتِهِم وزَكاتِهِم وصِيامِهِم ، ففَعَلَ .
ثمّ نَزَلَ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ »، فَقالوا : نحنُ المُؤمِنونَ وبَعضُنا أولى‏ بِبَعضٍ ، فقيلَ لِلنَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله : أعلِم اُمَّتكَ مِن وَلايَتِهِم مِثلَ الّذي أعلَمتَهُم مِن صَلاتِهِم وزَكاتِهِم وصِيامِهِم وحَجِّهِم ، فأخَذَ النَّبيُّ صلى اللّه عليه و آله بِيَدِ عَليٍّ فَرَفَعَها صلى اللّه عليه و آله حتّى‏ بانَ بَياضُ آباطِهِما ، ثمّ قالَ : "أيُّها النّاسُ ! ألَستُ أولى‏ بِكُم مِن أنفُسِكم" ؟ قالوا : بلى‏ يا رَسولَ اللَّهِ.
قالَ : "فمَن كنتُ مَولاهُ فعَلِيٌّ مَولاه، اللّهمَّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وَانصُر مَن نصَرَه ، وَاخذُل مَن خَذَلَه ، وأحِبَّ مَن أحَبَّه ، وأبغِض مَن أبغَضَه"» .۱

1.المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۴۱۴ ح ۸۹۶ وقال : طرق اُخر لحديث الولاية برواية زيد بن أرقم وسعد بن أبي وقّاص وجابر بن عبد اللَّه .


تفسیر ابی الجارود و مسنده
94

بِوَلايةِ عليٍّ ، ألا إنّ وَلايةَ علِيٍّ وَلايَتي ، ووَلايَتي وَلايَةُ رَبّي ، ولا يدري‏۱ ، عَهداً عَهِدَه إلَيَّ رَبّي وأمَرني أن اُبَلِّغَكُموه" .
ثمّ قالَ: "هَل سَمِعتُم"؟ ثلاثَ مَرّاتٍ يَقولُها، فقالَ قائِلٌ: قَد سَمِعنا يا رَسولَ‏اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ».۲

۵۹.تفسير العيّاشي : عن زياد بن المنذر أبي الجارود - صاحب الدّمدَمةِ الجارودِيّة - قال :
كنتُ عِند أبي جعفرٍ محمّدِ بن عليٍّ عليه السلام بالأبطح‏۳ وهو يُحدّثُ النّاسَ ، فقامَ إلَيه رجلٌ من أهلِ البصرةِ يقالُ له عُثمانُ الأعشى‏ ، كان يَروي عن الحسنِ البصرِيِّ ، فقالَ : يا بنَ رسولِ اللَّهِ جُعِلتُ فداكَ ، إنّ الحسنَ البَصرِيَّ يُحدّثنا حَديثاً يزعُمُ أنّ هذهِ الآيةَ نَزلَت في رجُلٍ ولا يُخبِرُنا مَنِ الرّجُلُ : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ »، تَفسيرُها : أتَخشى النّاسَ؟ فَاللَّهُ يَعصِمُكَ من النّاسِ .
فقالَ أبو جعفرٍ عليه السلام : «ما له ، لا قضى‏ اللَّهُ دَينَهُ - يَعني صَلاتَه - ، أما أن لَو شاءَ أن يُخبِرَ بهِ أخبَرَ بهِ ! إنّ جَبرَئيلَ هَبطَ على‏ رسول اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فقالَ له : إنَ ربّكَ تَباركَ وتَعالى‏ يأمُرُكَ أن تَدُلَّ اُمّتَكَ على‏ صَلاتِهِم ، فَدَلّهُ على الصّلاةِ وَاحتَجَّ بِها علَيهِ ، فدَلَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله اُمَّتهُ علَيها وَاحتَجَّ بِها عَلَيهِم .
ثمّ أتاهُ فقالَ : إنّ اللَّهَ تَباركَ وتَعالى‏ يأمُرُك أن تَدُلَّ اُمَّتكَ مِن زَكاتِهِم على‏ مثلِ ما دَلَلتَهُم عَلَيهِ مِن صَلاتِهِم ، فدَلَّهُ على الزّكاةِ وَاحتجَّ بِها عَليهِ ، فدَلَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله اُمّتَهُ على الزَّكاةِ وَاحتَجَّ بِها عَلَيهِم .
ثمّ أتاهُ جَبرَئيلُ فَقالَ : إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ يأمُركَ أن تَدُلَّ اُمّتكَ مِن صِيامهِم على‏ مِثل ما دَلَلتهُم علَيهِ من صَلاتِهِم وزَكاتِهِم ، شَهرُ رَمَضانَ بينَ شعبانَ وشَوّالَ ، يُؤتى‏ فيهِ كَذا ، ويُجتَنبُ فيهِ كَذا ، فَدلّهُ على‏الصّيامِ وَاحتَجّ بهِ عَلَيه ، فدَلَّ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله اُمّتَهُ على الصّيامِ وَاحتَجّ بهِ عَلَيهِم .
ثمّ أتاهُ فقالَ : إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ يأمُرُكَ أن تَدُلّ اُمّتَكَ في حَجّهِم على‏ مثلِ ما دَلَلتهُم علَيهِ في صَلاتِهِم وزكاتِهِم وصِيامِهم ، فدَلّهُ على الحَجِّ وَاحتجَّ بِها عليهِ ، فدَلَّ عليهِ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله اُمّتهُ على الحَجِّ وَاحتجَّ بهِ علَيهِم .
ثمّ أتاهُ فقالَ : إنّ اللَّهَ تباركَ وتعالى‏ يأمُركَ أن تَدُلَّ اُمّتكَ مَن وَلِيُّهُم على‏ مثلِ ما دَلَلتهُم علَيهِ في صَلاتِهِم وزكاتِهِم وصِيامِهم وحَجِّهم . قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "ربِّ! اُمَّتي حَديثو عَهدٍ بِجاهِليَّةٍ"! ، فأنزلَ اللَّهُ : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ » ؛ تَفسيرُها : أتَخشى‏ النّاسَ ؟ فَاللَّهُ يعصِمكَ مِن النّاسِ .
فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله فأخذَ بيَدِ عليِّ بن أبي طالبٍ فرَفَعها فقالَ : "مَن كنتُ مَولاهُ فعَلِىٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ ، وأحِبَّ مَن أحبَّهُ ، وَابغُض مَن أبغَضَهُ"» .۴

1.كذا ، ولا توجد هذه الجملة «ولا يدري» في بحار الأنوار ، والظاهر أنّها زيادة من النسّاخ .

2.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۳۴ ح ۱۵۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۷ ص ۱۴۱ ح ۳۵ .

3.الأبطح : يضاف إلى مكّة وإلى مِنى؛ لأنّ المسافة بينهما واحدة ، وربّما كان إلى منى أقرب ، وهو المحَصّب ، وهو خيف بني كنانة. معجم البلدان : ج ۱ ص ۷۴ .

4.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۳۳ ح ۱۵۴ ؛ شواهد التنزيل : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۲۴۸ عن عمرو بن محمّد بن أحمد العدل بقراءته عليه من أصل سماع نسخته ، عن زاهر بن أحمد ، عن أبي بكر محمّد بن يحيى الصولي ، عن المغيرة بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد بن سليمان النوفلي ، قال : حدّثني أبي ، قال : سمعت زياد بن المنذر يقول : «كنت عند أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ» الحديث مع اختلاف يسير ؛ دعائم إلاسلام : ج ۱ ص ۱۴ عن أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ صلوات اللَّه عليه نحوه .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13894
صفحه از 416
پرینت  ارسال به