عيّاش ، عن زياد بن المنذر ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين[ عليه السلام ] ، قال :
«قولُه عزّ و جلّ : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ » الآية ، وذلك أنّ اللَّهَ تباركَ وتَعالى لَمّا أنزَلَ : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ » في وَلايةِ عليِّ بن أبي طالبٍ عليه السلام ، أمرَ رسولَ اللَّهِ أن يقومَ فيُنادي بذلكَ في وَلايَةِ عليِّ بن أبي طالبٍ ، وكانَ الناسُ فيهم بَعدُ ما فيهم ، فضاقَ بِرَسولِ اللَّهِ بذلكَ ذَرعاً ، وَاشتَدّ عليهِ أن يقومَ بذلك ؛ كراهِيَةَ فسادِ قُلوبِهِم ، فأنزلَ اللَّهُ جلّ جلالُه : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ » .
فلمّا نزَلَت هذهِ الآيةُ قامَ رَسولُ اللَّهِ ، وذلكَ بِغَديرِ خُمٍّ ، فقالَ : "يا أيُّها الناسُ! إنّ اللَّهَ أمرَني بالوَصفِ" . فقالوا : سَمِعنا وأطَعنا . فقالَ : "اللّهمَّ اشهَد" . ثمَ قالَ : "إنّ الاُمَّةَ لا تُحِلُّ شَيئاً ولا تُحَرِّمُ شيئاً ، ألا كُلُّ مُسكرٍ حَرامٌ ، ألا ما أسكَرَ كَثيرُهُ فقَليلُهُ وكثيرُهُ حَرامٌ ، أسَمِعتُم" ؟ قالوا : سَمِعنا وأطَعنا . قال : "أيّها النّاسُ! مَن أولَى الناسِ بِكُم" ؟ قالوا : اللَّهُ ورسولُه . قالَ : "يا عليُّ ، قُم" . فقامَ عليٌّ . فقالَ : "مَن كنتُ مَولاهٌ ، فعلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ أسَمِعتُم" ؟ قالوا : سَمِعنا وأطَعنا . قال صلى اللّه عليه و آله : "فليُبلِّغِ الشاهدُ الغائبَ"» . الخبر.۱
۵۸.تفسير العيّاشي : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام ، قال :
«لمّا أنزلَ اللَّهُ على نبيِّهِ : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَفِرِينَ » قالَ : فأخَذَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بيَدِ عليٍّ عليه السلام فقال : "يا أيُّها النّاسُ! إنّهُ لَم يكُن نبِيٌّ منَ الأنبِياءِ مِمّن كانَ قَبلي إلّا وقَد عُمِّرَ ، ثمّ دَعاهُ اللَّهُ فأجابَهُ، وأوشَكَ أن اُدعى فَاُجيبَ ، وأنا مَسؤولٌ وأنتُم مَسؤولونَ ، فَما أنتُم قائِلونَ" ؟ قالوا : نَشهَدُ أنّكَ قَد بَلّغتَ ونَصَحتَ وأدّيتَ ما عَليكَ ، فَجَزاكَ اللَّهُ أفضلَ ما جَزى المُرسَلين . فَقالَ : "اللّهُمَّ اشهَد" .
ثمّ قالَ : "يا مَعشرَ المُسلِمين، لِيُبلِّغِ الشاهِدُ الغائِبَ ؛ اُوصِي مَن آمنَ بي وصَدَّقَني