بسم اللَّه الرحمن الرحيم
مدخل إلى تفسير أبي الجارود
قال الإمام الباقر عليه السلام : «إذا حدّثتكم بشيء فاسألوني من كتاب اللَّه»
عند إلقاء نظرة تحليلية على تاريخ التفسير لدى الإمامية، يمكن القول بأنّ الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام - من بعد عهد الإمام عليّ عليه السلام - يمثّل العصر الذهبي لعصور البحوث القرآنية؛ فكثرة الأحاديث التفسيرية في هذه الحقبة مقارنة بالحقب السابقة عليها واللاحقة بها، من جهة، والاتّجاه النقدي والتصحيحي الذي انتهجه الإمام الباقر عليه السلام ، إزاء التيّارات التفسيرية الاُخرى التي كانت رائجة في العالم الإسلامي آنذاك، والتي كان كلّ واحد منها يكتنفه نوع من الانحراف والنزعة الالتقاطية أو الترقيعية، من جهة اُخرى، كلّ هذا جعل من هذه المرحلة بمثابة منعطف مهمّ وحساس في تاريخ التفسير عند الإمامية، وهو ما ضاعف من أهميّة تراثهم العلمي .
وانطلاقاً من ذلك يُنظر إلى الجهود الرامية إلى إعادة إبراز الدور التفسيري للإمام الباقر عليه السلام في تبيين المعارف القرآنية، وتصدّيه للتيّارات الالتقاطية والانحرافية في مجال معرفة القرآن، بأنّها ضرورة لا مجال لإنكارها في مضمار الدراسات التفسيرية للإمامية؛ فإنَّ أمثال هذه الدراسات يمكنها أن تسلّط الضوء على الجوانب المغفول عنها في تفسير الإمامية في تلك الحقبة، وإثبات الجذور التاريخية لتفسير الإمامية وامتداده واستمراره فيالمدارس التفسيرية لذلك العصر، إضافة إلى استجلاء