؟؟؟؟ إنّ كلّ من سألته في المدينة عن زيد قال لي: «ذاك حليف القرآن»۱.
ويقول أبو الفرج الإصفهاني (م ۳۵۶ه ) حول مشاركته في ثورة زيد: «كان أبو الجارود في ميمنة جيش زيد، وكان يكرّر شعاراته»۲. ومن الواضح فإنّ حضور أبي الجارود - باعتباره كان بصيراً - كان يغلب عليه جانب النصرة المعنوية وبثّ العزيمة في قلوب الآخرين.۳
واستناداً إلى الروايات المذكورة، فإنّنا لا يمكن أن ننسب الانحراف إلى أبي الجارود في هذا العهد أيضاً.
ج - عهد ما بعد استشهاد زيد عليه السلام
يقول علماء الرجال وأرباب الملل والنحل إنّ أبا الجارود استقطب بعد استشهاد زيد (سنة ۱۲۱ه ) مجموعة من أتباع زيد، وأسّس الفرقة الزيدية الجارودية۴. وقد نُسبت في كتب الملل والنحل عقائد خاصّة إلى هذه الفرقة، كعدم الإذعان لإمامة الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق عليه السلام ، ويدلّ مفاد بعض عقائدهم على معارضتهم للإمام الصادق عليه السلام ۵، باعتبار أنّ الإمام لم يشارك في ثورة زيد وأبناء عبداللَّه بن الحسن ولم ينصرهم، وهم يرون ضلالة مثل هذا الشخص.
ومن جانب آخر فقد نقل علماء الرجال وأرباب التراجم روايات عن الإمام الباقر والإمام الصادق عليه السلام حول أبي الجارود تدلّ على ضلاله۶.
يقول الشيخ في الفهرست: «زيدي المذهب، وإليه تُنسب الزيدية الجارودية»۷،
1.الإرشاد: ج ۲ ص ۱۷۱.
2.مقاتل الطالبيين: ص ۱۳۳.
3.النجاشي: عن محمّد بن سنان قال: قال لي أبو الجارود: «ولدت أعمى، ما رأيت الدنيا قطّ» رجال النجاشي: ص ۱۷۰.
4.مروج الذهب: ج ۳ ص ۲۲۰.
5.فرق الشيعة للنوبختي: ص ۵۳ - ۵۹ .
6.رجال الكشّي: ج ۱ ص ۳۶۷ ح ۲۴۴ و ص ۴۹۵ ح ۴۱۴ وج ۲ ص ۴۹۶ ح ۴۱۶.
7.الفهرست للشيخ الطوسي : ص ۱۳۱؛ وراجع: رجال الطوسي: ص ۱۳۵ و ۲۰۸.