31
تفسیر ابی الجارود و مسنده

مرافقته للإمام الباقر عليه السلام

تعود ذروة الحياة العلمية لأبي الجارود إلى العهد الذي كان يرافق فيه الإمام الباقر عليه السلام ، وقد كان هذا العهد فرصة للتنظيم العقائدي والسياسي للشيعة، حيث استغلّ محبّو آل محمّد صلى اللّه عليه و آله هذه الفرصة والتفّوا حول الإمام عليه السلام ، وأصبح كلّ واحد منهم نجماً مضيئاً في العالم الإسلامي.
وكان أبو الجارود من أصحاب الباقر عليه السلام ، وبسبب ظروفه الجسمية ومحل سكنه الجغرافي‏۱، فإنّه لم يكن يستطيع السفر إلى المدينة إلّا في أيّام الحجّ، وسافر إلى مكّة مع الإمام الباقر عليه السلام وأدّى مناسك الحجّ معه، وقد نهل من بحر علم الإمام عليه السلام خلال ملازمته له. نقلت عدّة روايات عن أبي الجارود حول هذا النوع من الأسفار ومرافقته للإمام الباقر عليه السلام ۲. وتظهر دراسة أحاديث أبي الجارود أنّه كان يتلقّى المباحث العقائدية، الأحكام، الآداب والسنن في مجالات تفسير القرآن من الإمام عليه السلام ، ولذا نلاحظ من خلال مراجعة أحاديثه أنّ أحاديث التفسير ومباحث الإمامة تحتلّ القسم الأكبر من الروايات التي نقلها.

مرافقته للإمام الصادق عليه السلام

نقل أبو الجارود القليل من الروايات عن الإمام الصادق عليه السلام ، ويمكن تقسيم لقاءاته وحضوره عند الإمام الصادق عليه السلام إلى مرحلتين؛ المرحلة الاُولى في الفترة بين بداية ثورة زيد وشهادة الإمام الباقر عليه السلام ، والتي استغرقت حوالي سبع سنوات، وكانت هذه اللقاءات تتمّ في أيّام الحجّ، وكان يذهب إلى المدينة فيها ويؤدّي مناسك الحجّ مع الإمام الصادق عليه السلام فكان ينهل من علوم هذا الإمام خلال تلك اللقاءات. وقد وردت

1.عن أبي الجارود قال: «قلت لأبي جعفر عليه السلام : ... إنّي مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كلّ حين، قال: هات حاجتك، قلت: أخبرني بدينك الذي تدين اللَّه عزّ و جلّ به أنت وأهل بيتك لأدين اللَّه عزّ و جلّ به». الكافي: ج ۲ ص ۲۱ ح ۱۰.

2.الكافي: ج ۲ ص ۲۱ ح ۱۰ و ج ۶ ص ۴۷۷ ح ۶.


تفسیر ابی الجارود و مسنده
30

۱۱۸ يحيى بن سالم (اليقين، دلائل الإمامة، تاريخ بغداد، شرح إحقاق الحقّ).
۱۱۹ يحيى بن سعيد (المحن).
۱۲۰ يحيى بن قيس الكندي (بشارة المصطفى).
۱۲۱ يحيى بن مساور (الاختصاص ، تفسير الحبري، تفسير فرات، مناقب الكوفي، تاريخ دمشق).
۱۲۲ يحيى بن هاشم (تأويل الآيات، بشارة المصطفى، شرح إحقاق الحقّ).
۱۲۳ يونس بن أرقم (مناقب الخوارزمي، السنن الكبرى).
۱۲۴ يونس بن بكير (صحيح ابن حبّان، المعجم الصغير، الكامل في ضعفاء الرجال، موضوعات ابن الجوزي).

۳. شخصية أبي الجارود، العلمية والثقافية والسياسية

كان أبو الجارود من الشخصيات المؤثّرة والمعروفة بين الشيعة في الكوفة۱، حيث نقل الكثير من الروايات عن النبيّ الأعظم صلى اللّه عليه و آله وبعض الأئمّة وأصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله والتابعين، وكان له الكثير من التلامذة . ولم يكن معروفاً بين الشيعة وحسب، بل كان معروفاً بين أهل السنّة والزيديين أيضاً.

1.اعتبره الشيخ المفيد من العظماء الذين قال بشأنهم: هم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ وأبي عبداللَّه جعفر بن محمّد وأبي الحسن موسى بن جعفر وأبي الحسن عليّ بن موسى وأبي جعفر محمّد بن عليّ وأبي الحسن عليّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد عليهم السلام ، و الأعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم، وهم أصحاب الاُصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة. جوابات أهل الموصل: ص ۲۵ و۳۰.

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13526
صفحه از 416
پرینت  ارسال به