۳۴۶.تأويل الآيات الظاهرة : محمّد بن العبّاس ، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى ، عن المغيرة بن محمّد ، عن عبد الغفّار بن محمّد ، عن منصور بن أبي الأسود ، عن زياد بن المنذر ، عن عديّ بن ثابت ، قال : سمِعتُ ابنَ عبّاسٍ يَقولُ :
ما حَسَدَت قُريشٌ عَلِيّاً عليه السلام بِشَيءٍ مِمّا سَبَقَ لهُ أشَدَّ مِمّا وَجَدَت۱ يَوماً ونحنُ عِندَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَقال : «كَيفَ أنتُم مَعشَرَ قُرَيشٍ لَو قَد كَفَرتُم مِن بَعدي ، فَرَأيتُموني في كَتيبةٍ أضرِبُ وُجوهَكُم بِالسَّيفِ ؟!» ، فَهبَطَ عَلَيهِ جَبرَئيلُ ، فَقالَ : قل : «إن شاءَ اللَّهُ أو عَلِيُّ» فقال : «إن شاءَ اللَّهُ أو عَلِيُّ» .۲
۳۴۷.الخصال : حدّثنا عليّ بن أحمد بن موسى رضى اللَّه عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى الدقّاق ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن داود الحنظلي ، قال : حدّثنا الحسين بن عبد اللَّه الجعفي ، عن حكم بن مسكين ، قال : حدّثنا أبو الجارود ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال :
إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَعَنَ أبا سُفيانَ في سَبعةِ مَواطِنَ، في كُلِّهِنَّ لا يَستطيعُ إلّا أن يَلعَنَهُ:
أوَّلُهُنَّ : يَومَ لَعَنهُ اللَّهُ و رَسولُهُ و هوَ خارِجٌ مِن مَكَّةَ إلى المَدينةِ مُهاجِراً ، وأبو سُفيانَ جائي مِنَ الشّامِ ، فوَقَعَ فيهِ أبو سُفيانَ يَسُبُّهُ و يُوَعِّدُهُ و هَمَّ أن يَبطشَ بهِ ، فصَرَفَهُ اللَّهُ عَن رَسولِهِ .
والثّانِيةُ : يَومَ العيرِ إذ طَرَدَها لِيَحرِزَها عَن رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، فَلَعَنَهُ اللَّهُ و رَسولُهُ .
والثّالثَةُ : يَومَ اُحُدٍ، قالَ أبو سُفيانَ : اُعلُ هُبَل ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله «اللَّهُ أعلى وأجَلّ» ، فقالَ أبو سُفيانَ : لَنا عُزّى و لا عُزّى لَكم ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : «اللَّهُ مَولانا ولا مَولى لَكُم» .
والرّابِعةُ : يَومَ الخَندَقِ ، يَومَ جاءَ أبو سُفيانَ في جَمعِ قُرَيشٍ فَردَّهُمُ اللَّهُ بِغَيظِهم لَم يَنالوا خَيراً ، وأنزَلَ اللَّهُ عزّ و جلّ فِي القُرآنِ آيَتَينِ في سورَةِ الأحزابِ فَسَمّى أبا سُفيانَ وأصحابَهُ كُفّاراً ، ومُعاوِيَةُ مُشركٌ۳عَدُوٌّ للَّهِِ ولِرَسولِهِ .
والخامِسةُ : يومَ الحُدَيبِيَةِ وَالهَديُ مَعكوفاً أن يَبلُغَ مَحِلَّه ، وصَدّ مُشرِكو قُرَيشٍ رَسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله عَنِ المَسجدِ الحَرامِ ، و صَدّوا بُدنَهُ أن تَبلُغَ المَنحَرَ ، فَرَجَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله لَم يَطُف بِالكَعبَةِ و لَم يَقضِ نُسكَهُ ، فلعَنهُ اللَّهُ ورسولُه .
والسّادِسَةُ : يَومَ الأحزابِ ، يَومَ جاءَ أبو سفيانَ بجَمعِ قُرَيشٍ ، وعامِرُ بنُ الطُّفَيلِ بجَمعِ هوازِنَ ، وعُيينَةُ بنُ حِصنٍ بِغَطَفانَ وواعَدَ لَهُم قُريظةَ والنَّضيرَ أن يَأتوهُم ، فَلَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله القادَةَ وَالأتباعَ ، وقالَ : أمّا الأتباعُ فَلا تصيبُ اللَّعنةَ مُؤمِناً ، وأمّا القادَةُ فلَيسَ فيهِم مُؤمنٌ ولا نَجيبٌ ولا ناجٍ .
والسّابعَةُ : يومَ حَمَلوا على رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله في العَقَبَةِ وهُمُ اثنا عَشَرَ رَجُلاً مِن بَني اُمَيَّةَ و خَمسَةٌ مِن سائِر النّاسِ ، فلَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله مَن على العَقَبَةِ غَيرَ النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله وَناقَتِهِ و سائِقِهِ وقائِدِهِ . ۴
1.وَجَدَ عليه يجِد وَجداً ومَوجِدَةً : غَضَب. النهاية : ج ۵ ص ۱۵۵ (وجد) .
2.تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۵۵۹ ح ۱۸ ؛ بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۴۶۱ ح ۴۷ .
3.في بحار الأنوار «ومعاوية يومئذٍ مشركٌ» .
4.الخصال : ص ۳۹۷ ح ۱۰۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۶ ص ۲۹۰ عن الزبير بن بكّار في كتاب المفاخرات ، عن الحسن بن عليّ عليه السلام ، نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۳۱ ص ۵۲۰ ح ۲۰ .