251
تفسیر ابی الجارود و مسنده

وُكِّلَتِ المَلائِكةُ بِاُنثى‏ حَمَلت غَيرَ مَريَمَ اُمِّ المَسيحِ وآمِنَةَ اُمِّ أحمَد .
وكانَ مِن عَلامةِ حَملهِ أنّهُ لَمّا كانَ اللَّيلةُ الّتي حَمَلت آمِنةُ بهِ صلى اللّه عليه و آله نادى مُنادٍ فِي السَّماواتِ السَّبعِ : أبشِروا فَقد حُمِلَ اللَّيلةَ بأحمَدَ ، وفِي الأرَضينَ كَذلِكَ حَتّى‏ فِي البُحورِ ، وما بَقِيَ يَومَئذٍ فِي الأرضِ دابّةٌ تَدِبُّ ولا طائِرٌ يَطيرُ إلاّ عَلِمَ بِمَولدِهِ ، ولَقد بُنِيَ فِي الجَنّةِ لَيلةَ مَولدِهِ سَبعونَ ألفَ قَصرٍ مِن ياقوتٍ أحمَرَ ، وسَبعونَ ألفَ قَصرٍ من لُؤلُؤٍ رَطبٍ ، فَقيلَ : هذهِ قُصورُ الوِلادَةِ ، ونُجِّدَتِ‏۱الجِنانُ ، وقيلَ لَها: «اِهتَزّي وتَزَيَّني، فَإنّ نَبِيَّ أوليائِكِ قَد وُلِدَ» ، فضَحِكَتِ الجَنّةُ يَومَئذٍ فَهِيَ ضاحِكَةٌ إلى‏ يَومِ القِيامَةِ .
وبَلَغني أنّ حوتاً مِن حيتانِ البَحرِ يُقالُ لَهُ «طَمسوسا» وهوَ سَيِّدُ الحيتانِ ، لهُ سَبعُمِئةِ ألفِ ذَنَبٍ ، يَمشي على ظَهرِهِ سَبعُمِئةِ ألفِ ثَورٍ ، الواحدُ مِنها أكبرُ مِنَ الدُّنيا ، لِكُلِّ ثَورٍ سَبعُمِئةِ ألفِ قَرنٍ مِن زُمُرُّدٍ أخضَرَ ، لا يَشعُر بِهِنّ ، اِضطَرَبَ فَرَحاً بِمَولدِهِ ، ولَولا أنّ اللَّهَ تَباركَ وتَعالى‏ ثبّتهُ لجَعَلَ عالِيَها سافِلَها.
ولقَد بَلَغني أنّ يَومئذٍ ما بَقيَ جَبلٌ إلّا نادى‏ صاحِبهُ بِالبِشارَةِ ويَقولُ : «لا إلهَ إلّا اللَّهُ» ، ولقَد خَضَعَتِ الجِبالُ كلُّها لأبي قُبَيسٍ‏۲ كَرامةً لمُحمّدٍ صلى اللّه عليه و آله ، ولَقد قَدَّستِ الأشجارُ أربعينَ يَوماً بأنواعِ أفنانِها ۳ وثِمارِها فَرَحاً بِمَولدهِ ، ولَقَد ضُرِبَ بينَ السّماءِ وَالأرضِ سَبعونَ عَموداً مِن أنواعِ الأنوارِ لا يُشبِهُ كلُّ واحدٍ صاحِبَهُ ، وقد بُشِّرَ آدمُ بمَولدهِ فَزيدَ في حُسنِهِ سَبعينَ ضِعفاً ، وكانَ قَد وَجدَ مَرارةَ المَوتِ ، وكانَ قَد مَسَّهُ ذلِكَ فَسُرِّيَ عنهُ ذلِكَ.
ولقَد بَلَغني أنّ الكَوثَرَ اضطَرَبَ فِي الجَنّةِ واهتَزَّ ، فرَمى‏ بِسَبعِمئَةِ ألفِ قَصرٍ مِن قُصورِ الدُّرِّ وَالياقوتِ نثاراً لِمولدِ مُحمّدٍ صلى اللّه عليه و آله ، ولَقد زُمَ‏۴ إبليسُ وكُبِّلَ واُلقِيَ في الحِصنِ أربعينَ يَوماً ، وغَرِقَ عَرشُه أربعينَ يَوماً ، ولقَد تَنَكّسَتِ الأصنامُ كُلُّها وصاحَت

1.التنجيد : التزيين. النهاية : ج ۵ ص ۱۹ (نجد) .

2.أبو قبَيس : جبلٌ بمكّة. الصحاح : ج ۳ ص ۹۶۰ (قبس) .

3.الأفنان : الأغصان. الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۷۸ (فنن) .

4.زَمّ الاُنوف : هو أن يُخرق الأنف ويُعمل فيه زِمام كزمام الناقة ليُقاد به. النهاية : ج ۲ ص ۳۱۴ (زمم) .


تفسیر ابی الجارود و مسنده
250

۳۴۴.الأمالي للصدوق : حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي قدس سره، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه اللَّه ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سنان ، عن زياد بن المنذر ، عن ليث بن سعد ، قال :
قلتُ لكَعبٍ وهو عند مُعاويةَ : كيفَ تَجِدونَ صِفةَ مَولدِ النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله ؟ وهَل تَجِدونَ لِعِترَتهِ فَضلاً ؟ فالتَفَتَ كَعبٌ إلى‏ مُعاوِيةَ لِينظُر كيفَ هَواهُ ، فَأجرَى‏ اللَّهُ عزّ و جلّ على‏ لِسانهِ ، فقالَ : هاتِ يا أبا إسحاقَ - رَحِمكَ اللَّهُ - ما عِندَك .
فقالَ كعبٌ : إنّي قَد قَرأتُ اثنَينِ وسَبعينَ كِتاباً كُلُّها اُنزِلَت مِن السَّماءِ ، وقَرأتُ صُحُفَ دانيالَ كُلَّها ، ووَجَدتُ في كُلِّها ذِكرَ مَولدِهِ ومَولدِ عِترَتهِ ، وأنّ اسمَهُ لَمَعروفٌ ، وأنّه لَم يولَد نَبِيُّ قَطُّ فنَزَلَت علَيهِ المَلائِكَةُ ما خَلا عيسى‏ وأحمدَ - صَلَواتُ اللَّهِ عَليهِما - ، وما ضُرِبَ على آدَمِيَّةٍ حُجُبُ الجَنّةِ غيرَ مَريَمَ وآمِنةَ اُمِّ أحمَدَ صلى اللّه عليه و آله ، وما

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13958
صفحه از 416
پرینت  ارسال به