249
تفسیر ابی الجارود و مسنده

لَأحَدُهُم أشَدُّ بَقِيّةً على‏ دينِه مِن خَرطِ القَتادِ۱في اللَّيلَةِ الظَّلماءِ ، أو كَالقابِضِ عَلى‏ جَمرِ الغَضا۲ ، اُولئك مَصابيحُ الدُّجى‏ ، يُنجّيهِمُ اللَّهُ مِن كُلّ فِتنَةٍ غَبراءَ مِظلِمَةٍ"» .۳

۳۴۲.الهداية الكبرى : عنه ، قال : حدّثني عبد اللَّه بن جرير النخعي ، عن أبي مسعود المدائني ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام ، قال :
«أقبلَ أعرابِيٌّ إلى رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله وهوَ معَ أصحابِهِ جالِسٌ ، فقالَ : يا رَسولَ اللَّهِ ، كنتُ رَجُلاً مَلِيّاً كَثيرَ المالِ ، وكنتُ اُقرِي الضَّيفَ ، واُجلُّ وأجبُرُ ، وآمُرُ بِالمَعروفِ وأنهى‏ عنِ المُنكَرِ ، وكانَ للَّهِ عَليَّ نِعمَةٌ ، فذهَبَ جَميعُ ما كنتُ أملِكُ مِن قَليلٍ وكَثيرٍ ، فشَمِتَ بي أقارِبي وأهلُ بَيتي ، فكانَتِ الشَّماتَةُ عَليَّ أعظمَ من زَوالِ النِّعمةِ ومَا ابتُليتُ بِهِ .
قال : "صَدَقتَ في جميعِ ما ذَكَرتَ" . ثمّ التَفَتَ إلى جميعِ أصحابِهِ ، فقالَ : "مَن معهُ شَي‏ءٌ يَدفعُ إلى هذَا الرَّجُلِ" ؟ فقالوا : يا رَسولَ اللَّهِ ما يَحضُرُنا شَي‏ءٌ . فقال : "سُبحانَ اللَّهِ ، ما أعجبَ هذا" ! ثمّ حوَّلَ وجهَهُ ضاحِكاً مُستَبشِراً ، ورَفَعَ مُصَلّىً كانَ تَحتَهُ ، وإذا بسَبيكَةِ ذَهَبٍ ، فدَفَعَها إلَيهِ وقالَ لَه : "خُذها وَاشتَرِ بِها غَنَماً ضَأناً ، فَإنَّها تَبقى‏ عَليكَ إلى أن تَموتَ" . فقالَ الأعرابِيُّ : اُدعُ لي يا رَسولَ اللَّهِ أن يُكثِرَ اللَّهُ مالي ووَلَدي . فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "اللّهمّ أكثِر مالَهُ ووَلَدَهُ"» .
قالَ أبو جعفرٍ عليه السلام : «فَما ماتَ الأعرابِيُّ حَتّى وُلِدَ لهُ اثنا عَشَرَ وَلَداً ذُكوراً ، وعَشرُ بَناتٍ ، وكانَ أكثرَ العَرَبِ مالاً» . ويقال : إنَّ الأعرابيَّ عَلقَمَةُ بنُ عَلاقَةَ العامِرِيُّ .۴

۳۴۳.الاختصاص : عليّ بن محمّد الحجّال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن عليّ بن ثابت ، عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاريّ ، قالَ :
بَينا نحنُ قُعودٌ معَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله ، إذ أقبَلَ بعيرٌ حتّى‏ بَرَكَ بينَ يَدَيهِ ورَغا۵ وتَناثَرَت دُموعُهُ مِن عَينَيهِ ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : «لِمَن هذَا البَعيرُ ؟»، فقيلَ : لِفُلانٍ الأنصارِيِّ ، فقالَ : «عَلَيَّ بهِ» . فاُتِيَ بهِ .
فقالَ لَهُ : «بَعيرُكَ هذا يَشكوكَ ويَقولُ !» ، فقالَ الأنصارِيُّ : وما يَقولُ ؟ قالَ : «يَزعُمُ أنَّكَ تَستَكِدُّهُ‏۶ وتُجَوِّعُهُ» ، فقالَ : يارَسولَ اللَّهِ نُخَفِّفُ عنهُ ونُشبِعُهُ ، وقَد صَدَقَ يا رَسولَ‏اللَّهِ، وليسَ لَنا ناضِحٌ غَيرَهُ، وأنا رَجُلٌ مُعيلٌ، قالَ: «فإنّهُ يَقولُ لكَ : اِستَكِدَّني وأشبِعني» ، فقال : نَعَم يارَسولَ اللَّهِ ، نُخفِّفُ عَنهُ ونُشبِعُه . فقامَ البَعيرُ وَانصَرَفَ .۷

1.القَتاد : شجرٌ له شَوكٌ. الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۱ (قتد) .

2.الغَضى‏ : شجرٌ ، وخشَبُه من أصلب الخشب ، ولهذا يكون في فحمه صلابة. تاج العروس: ج ۲۰ ص ۱۹ (غضى).

3.بصائر الدرجات : ص ۸۴ ح ۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۲۳ ح ۸ .

4.الهداية الكبرى : ص ۴۳ ح ۲.

5.الرغاء : صوتُ ذَوات الخُفّ . وقد رغا البعيرُ : إذا ضجَّ. الصحاح: ج ۶ ص ۲۳۵۹ (رغا) .

6.الكَدّ : الشدّة في العمل والإلحاح في محاولة الشي‏ء . وقد كدّه واستكدّه : طلب منه الكَدّ. لسان العرب : ج ۳ ص ۳۷۷ (كدد) .

7.الاختصاص : ص ۲۹۵ ؛ بصائر الدرجات : ص ۳۴۸ ح ۴ و۵ وفيه «عدي بن ثابت» بدل «عليّ بن ثابت» مع اختلاف يسير ؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۹۶ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۴۹۰ ح ۲ كلاهما نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۴۰۰ ح ۱۴ .


تفسیر ابی الجارود و مسنده
248

المُشرِكونَ ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله على‏ حِراءَ وعَليُّ عليه السلام بِثَبيرٍ۱ ، فَبَصُرَ به النّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله فقالَ : "ما لَكَ يا عَليُّ؟" فقال : "بأبِي أنتَ واُمّي خَشيتُ أن يَغتالَكَ المُشرِكونَ فطَلَبتُك" ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "ناوِلني يَدَكَ يا عَلِيّ" ، فزَحَفَ‏۲ الجَبَلُ حتّى‏ خَطا۳ برِجلِهِ إلى‏ الجَبَلِ الآخَرِ ، ثمّ رجَعَ الجَبلُ إلى قَرارِهِ» .۴

۳۴۰.بصائر الدرجات : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود ، قال : سمعتُ أبا جعفرٍ عليه السلام يقول :
«قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "عُرِضَت عَلَيَّ اُمَّتي البارِحَةَ لَدى‏ هذهِ الحُجرَةِ أوَّلُها إلى‏ آخِرها" . قال : قالَ قائِلٌ : يا رَسولَ اللَّهِ ، قَد عُرِضَ عَليكَ مَن خُلِقَ ، أرَأيتَ مَن لَم يُخلَق ؟ قالَ : صُوِّرَ لي - وَالَّذي يَحلِفُ بهِ رَسولُ اللَّهِ - فِي الطّينِ ، حَتّى‏ لَأنا أعرَفُ بِهِم مِن أحَدِكُم‏۵ بِصاحِبِه"» .۶

۳۴۱.بصائر الدرجات : حدّثنا العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي الجارود ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
«قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : ذاتَ يَومٍ وعِندَهُ جَماعةٌ مِن أصحابه : "اللَّهمَّ لَقِّني إخواني" - مرَّتَين - فقالَ مَن حولَهُ مِن أصحابه : أما نَحنُ إخوانُكَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فقالَ : "لا ، إنَّكُم أصحابي ، وإخواني قَومٌ مِن آخِرِ الزَّمانِ ، آمنوا بي ولَم يَرَوني ، لَقَد عَرّفَنيهِمُ اللَّهُ بأسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم مِن قَبلِ أن يُخرِجَهُم مِن أصلابِ آبائِهِم وأرحامِ اُمّهاتِهِم ،

1.ثَبير : جبل بمكّة . الصحاح : ج ۲ ص ۶۰۴ (ثبر) .

2.في المصدر : «فرجف»، والتصويب من بحار الأنوار .

3.في المصدر : «يخطى‏» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.الاختصاص : ص ۳۲۴ ؛ بصائر الدرجات : ص ۴۰۷ ح ۹ عن عبد اللَّه بن محمّد ... (إلى آخر ما في الاختصاص) ؛ الثاقب في المناقب : ص ۹۳ ح ۸۱ وفيه «فزخف» بدل «فرجف» ؛ بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۷۰ ح ۲۱ .

5.في المصدر : «من أحبّكم» ، والتصويب من نسخة ذُكرت في هامش بحار الأنوار .

6.بصائر الدرجات : ص ۸۵ ح ۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۱۷ ص ۱۵۳ ح ۵۸ ؛ المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۸۱ ح ۳۰۵۴ عن محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عقبة بن مكرم الضبّي ، عن يونس بن بكير ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ؛ و أيضاً: ح ۳۰۵۵ عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ، عن عقبة بن مكرم ، عن أبي بكر الحنفي ، عن داود بن الجارود ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ؛ كنز العمّال : ج ۱۱ ص ۴۰۸ ح ۳۱۹۱۱ .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13961
صفحه از 416
پرینت  ارسال به