عَلى النَّبيِّ صلى اللّه عليه و آله ، فَتَغامزَ بِه بعضُ مَن كان عندَه ، فنَظَر إليهِمُ النَّبيُّ صلى اللّه عليه و آله فقالَ : «ألا تَسألونَ عَن أفضَلِكُم ؟» قالوا : بَلى يا رَسولَ اللَّهِ ، قال : «أفضَلُكُم عَلِيُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام ؛ أقدَمُكُم إسلاماً ، وأوفَرُكُم إيماناً ، وأكثُرُكُم عِلماً ، وأرجَحُكُم حِلماً ، وأشَدُّكُم للَّهِِ غَضَباً، وأشَدُّكُم نِكايَةً۱ فِي الغَزوِ وَالجِهادِ» .
فقالَ لهُ بعضُ مَن حَضَرَ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وإنَّ عَلِيّاً قَد فَضَلَنا بِالخَيرِ كُلِّهِ ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : «أجَل ، هوَ عبدُ اللَّهِ ، وأخو رَسولِ اللَّهِ ، فَقَد عَلّمتُهُ عِلمي ، وَاستَودَعتُهُ سِرّي ، وهوَ أميني على اُمَّتي» .
فقالَ بعضُ من حضَرَ : لقَد أفتَنَ علِيٌّ رَسولَ اللَّهِ حتّى لا يَرى بهِ شَيئاً ! فَأنزَلَ اللَّهُ الآيةَ : «فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ * بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ » .۲
1.نكَيتُ في العدوّ نِكايَةً : إذا قتلت فيهم وجَرَحت. الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۱۵ (نكى) .
2.تفسير فرات : ص ۴۹۶ ح ۶۵۱ ؛ شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۳۵۶ ح ۱۰۰۲ نقلاً عن التفسير العتيق ، عن محمّد بن شجاع ، عن محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة وعبد اللَّه بن مسعود ، نحوه ؛ وراجع : ص ۳۵۸ ح ۱۰۰۵؛ والمحاسن : ج ۱ ص ۲۴۸ ح ۴۶۷؛ ومجمع البيان : ج ۱۰ ص ۵۰۱ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۱ ص ۵۹۳ ح ۲۵ .