أرداهُم، إلّا القليلَ۱ الّذينَ لا تَخطُرُ على قُلوبِهِمُ الدُّنيا ، ولا لَها يَسعَونَ ؛ فَاُولئِكَ مِنّي وأنا مِنهُم .۲
۲ / ۳ - الآيَتان «۱۰۶ و ۱۰۷»
« يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَنِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِى رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ » .
۳۰۳.تفسير القمّي : قال عليّ بن إبراهيم - في قولهِ : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ » إلى قولِهِ : «فَفِى رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ » - : فإنّه حدّثني أبي ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الجارود، عن عمران بن هيثم ، عن مالك بن ضمرة، عن أبي ذرّ رحمة اللَّه عليه ، قال:
لمّا نَزلَت هذهِ الآيةُ : «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ » قالَ رسولُ اللَّه صلى اللّه عليه و آله : «يَرِدُ عَلَيَّ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ على خَمسِ راياتٍ ؛ فَرايَةٌ معَ عِجلِ هذهِ الاُمَّةِ ، فَأسأَلَهُم : ما فَعَلتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ؟ فَيَقولونَ : أمّا الأكبَرُ فَحَرَّفناهُ ونَبَذناهُ وَراءَ ظُهورِنا ، وأمّا الأصغَرُ فَعادَيناهُ وأبغَضناهُ وظَلَمناهُ، فَأقولُ: رِدُوا النّارَ ظِماءً مُظمَئينَ مُسوَدَّةً وُجوهُكُم.
ثمّ يَرِدُ عَلَيَّ رايَةٌ مَعَ فِرعَونِ هذِهِ الاُمَّةِ ، فَأقولُ لَهُم : ما فَعَلتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ؟ فَيَقولونَ : أمّا الأكبَرُ فَحَرَّفناهُ ومَزَّقناهُ وخالَفناهُ ، وأمّا الأصغَرُ فَعادَيناهُ وقاتَلناهُ ، فَأقولُ رِدُوا النّارَ ظِماءً مُظمَئينَ مُسوَدَّةً وُجوهُكُم .
ثُمَّ تَرِدُ عَلَيَّ رايَةٌ مَعَ سامِرِيِّ هذِهِ الاُمَّةِ فَأقولُ لَهُم : ما فَعَلتُم بِالثَّقَلَينِ مِن بَعدي ؟ فَيَقولونَ : أمّا الأكبَرُ فَعَصَيناهُ وتَرَكناهُ ، وأمّا الأصغَرُ فَخَذَلناهُ وضَيَّعناهُ وصَنَعنا بِهِ كُلَّ قَبيحٍ ، فَأقولُ : رِدُوا النّارَ ظِماءً مُظمَئينَ مُسوَدَّةً وُجوهُكُم .
ثمَّ تَرِدُ عَلَيَّ رايَةُ ذِي الثُدَيَّةِ مَعَ أوّلِ الخَوارِجِ وآخِرِهُم ، فَأسأَلُهُم : ما فَعَلتُم