211
تفسیر ابی الجارود و مسنده

تفسیر ابی الجارود و مسنده
210

الصَّلِحِينَ »۱«وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ » إلى قولهِ : «سُبْحَنَهُ وَ تَعَلَى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ »۲ ، فمَن قَرَأها فَقَد أمِنَ الحَرَقَ وَالغَرَقَ» ، قال : فَقَرَأها رجُلٌ وَاضطَرَمَتِ النّارُ في بُيوتِ جيرانِهِ وبَيتُهُ وَسَطُها فَلَم يُصِبهُ شَي‏ءٌ .
ثُمَّ قامَ إلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ دابَّتي استَصعَبَت عَلَيَّ وأنا مِنها عَلى‏ وَجَلٍ! فَقالَ : «اِقرَأ في اُذُنِها اليُمنى‏ : «وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى السَّمَوَ تِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ »۳» . فَقَرَأها فَذَلّت لَهُ دابّته .
وقامَ إليهِ رَجُلٌ آخَرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمنينَ ، إنَّ أرضي أرضٌ مُسبِعَةٌ ، وإنَّ السِّباعَ تَغشى‏ مَنزِلي ولا تَجوزُ حَتّى تَأخُذَ فَريسَتَها ! فَقالَ : «اِقرأ : «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ »۴» . فَقَرَأهُما الرَّجُلُ فَاجتَنَبَتهُ السِّباعُ .
ثمَّ قامَ إلَيهِ آخَرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ في بَطني ماءً أصفَرَ ، فَهَل مِن شِفاءٍ ؟ فقالَ : «نَعَم ، بِلا دِرهَمٍ ولا دينارٍ ، ولكِن اكتُب عَلى‏ بَطنِكَ آيَةَ الكُرسِيِّ ، وتَغسِلُها وتَشرَبُها وتَجعَلُها ذَخيرَةً في بَطنِكَ ، فَتَبرَأَ بِإذنِ اللَّهِ عزّ و جلّ » . ففَعَلَ الرّجُلُ فَبَرأَ بِإذنِ اللَّهِ .
ثمَّ قامَ إلَيهِ آخرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَنِ الضّالّةِ، فقالَ : «اِقرَأ ي‏يس‏ي في رَكعَتَينِ ، وقُل : يا هادِيَ الضّالَّةَ رُدَّ عَلَيَّ ضالَّتي» . فَفَعَلَ فَرَدَّ اللَّهُ عزّ و جلّ عَلَيهِ ضالَّتَهُ . ثمَّ قامَ إلَيهِ آخَرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمنينَ أخبرني عَنِ الآبِقِ ، فقالَ : «اِقرَأ : «أَوْ كَظُلُمَتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّىٍ‏ّ يَغْشَل-هُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ » إلى‏ قَولِهِ : «وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ »۵» .
فَقالَها الرَّجُلُ فَرَجَعَ إلَيهِ الآبِقُ . ثمَّ قامَ إلَيهِ آخَرُ ، فقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أخبِرني عَنِ السَّرَقِ فَإِنَّهُ لا يَزالُ قَد يُسرَقُ لِيَ الشَّي‏ءُ بَعدَ الشَّي‏ءِ لَيلاً! فقالَ لَهُ : «اِقرَأ إذا أوَيتَ إلى‏ فِراشِكَ : «قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا » إلى‏ قَولِهِ : «وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيرًا »۶» .
ثمَّ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : «مَن باتَ بِأرضٍ قَفرِ فَقَرَأ هذِهِ الآيَةَ : «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَوَ تِ وَالأَْرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى‏ عَلَى الْعَرْشِ » إلى‏ قَولِهِ: «تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَلَمِينَ »۷حَرَسَتهُ المَلائِكَةُ وتَباعَدَت عَنهُ الشَّياطينُ» .
قالَ : فمضى‏ الرّجلُ فَإذا هوَ بقَريةٍ خَرابٍ فَباتَ فيها ولَم يَقرَأ هذِهِ الآيَةَ ، فَتَغشّاهُ الشَّيطانُ ، وإذا هوَ آخِذٌ بِخَطَمِهِ‏۸ ، فقالَ لهُ صاحِبُهُ : أنظِرهُ . وَاستَيقَظَ الرَّجلُ فقَرَأ الآيةَ ، فقالَ الشَّيطانُ لِصاحِبِهِ : أرغَمَ اللَّهُ أنفَكَ! اُحرُسهُ الآنَ حَتّى‏ يُصبِحَ . فلَمّا أصبَحَ رَجَعَ إلى‏ أميرِ المُؤمنينَ عليه السلام فَأخبَرهُ وقالَ لَهُ : رَأيتُ في كَلامِكَ الشِّفاءَ وَالصِّدقَ . ومَضى‏ بعدَ طُلوعِ الشّمسِ فَإِذا هوَ بأثَرِ شَعرِ الشَّيطانِ مُجتَمِعاً فِي الأرضِ . ۹

1.الأعراف : ۱۹۶ .

2.الزمر : ۶۷ .

3.آل عمران : ۸۳ .

4.التوبة : ۱۲۸ و ۱۲۹ .

5.النور : ۴۰ .

6.الإسراء : ۱۱۰ و ۱۱۱ .

7.الأعراف : ۵۴ .

8.الخَطَم من كلّ دابة : مقدّم أنفه وفمه . والمخاطِم : الاُنوف. الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۱۴ (خطم) .

9.الكافي : ج ۲ ص ۶۲۴ ح ۲۱ .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13913
صفحه از 416
پرینت  ارسال به