15
تفسیر ابی الجارود و مسنده

وقد عُرّف التأويل عند علماء علوم القرآن والتفسير بأشكال مختلفة؛ فاعتبره البعض مرادفاً للتفسير حيث نقل في لسان العرب عن أبي العبّاس أحمد قولَه: «التأويل والمعنى والتفسير واحد»۱. وقد استخدم محمّد بن جرير الطبري في تفسيره تعبير: «تأويل الآية» بدلاً من «تفسير الآية»، ونستنتج من هذا النوع من الاستخدام أنّ التأويل والتفسير كانا يُستعمَلان في عصره بمعنى واحد.
واعتبر البعض الآخر من الأخصّائيين بعلوم القرآن، التأويلَ بمعنى خلاف ظاهر اللفظ، يقول ابن الأثير: «التأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل لولاه ما تُرِك ظاهر اللفظ»۲.
ويرى عدد آخر من الباحثين في مجال القرآن أنّ التأويل هو الحقيقة الخارجية

1.لسان العرب: ج ۱۱ ص ۳۳.

2.النهاية: ج ۱ ص ۸۰ .


تفسیر ابی الجارود و مسنده
14

۲. معنى التأويل‏

نلاحظ من خلال شي‏ء من التأمّل في تفاسير الشيعة المأثورة أنّ الروايات التأويلية تشكّل قسماً واسعاً من الأحاديث التفسيرية، ويدّل كثرة صدور هذا القبيل من الأحاديث على أهميّة تأويل القرآن، ولذلك ينبغي من خلال تناول «معنى التأويل» وبيان دوره في فهم الآيات، أن ندرك ضرورة العلم بهذا المبحث في فهم المقاصد الإلهية من جهة، ومن جهة اُخرى ومن خلال بيان الفرق بين اُسلوب التفسير والتأويل في فهم المقاصد الإلهية، نَحول دون الخلط بين هذين الأُسلوبين في فهم القرآن - والذي يُعدّ بدوره من الآفات الخطيرة في التفسير المأثور وفهم المقاصد الإلهية.
فكلمة «التأويل» مأخوذة من مادّة «أول» من حيث المعنى اللغوي والأدبي.
يقول الأزهري: «الأول» يعني الرجوع‏۱.
ويقول ابن فارس: «الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر، و انتهاؤه»۲. وقال: «آل، يؤول، أي رجَعَ»۳.
ونقل عن يعقوب: «أوَّلَ الحُكمَ إلى‏ أهله: أي أرجَعَهُ ورَدَّهُ إليهم»۴. كما يقول الجوهري: «آل: أي رجع»، وقال : «التأويل: تفسير ما يؤول إليه الشي‏ء»۵.
واستناداً إلى إيضاحات أهل اللغة، يمكن القول بأنّ الفعل الثلاثي المجرّد للتأويل، «آل» بمعنى «رَجَعَ»، و : «التأويل» على وزن التفعيل، وأكثر معاني هذا الباب شيوعاً تعدية الفعل اللّازم. وعلى هذا الأساس فإنّ تأويل الكلام بمعنى إرجاع الكلام إلى أصله الأوّل، كما أنّ تأويل كلّ كلام يعني أيضاً المرجع الأصلي والأوّل لذلك الكلام.

1.تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري: ج ۱ ص ۲۳۲.

2.معجم مقاييس اللغة: ج ۱ ص ۱۵۸.

3.المصدر السابق: ص ۱۵۹.

4.المصدر السابق .

5.الصحاح: ج ۴ ص ۱۶۲۷ و۱۶۲۸.

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13821
صفحه از 416
پرینت  ارسال به