كثير بن عيّاش ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرٍ عليه السلام - في قولهِ: «وَلَقَدْ خَلَقْنَكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَكُمْ » - :
«أمّا «خَلَقْنَكُمْ » فنُطفَةً ثمّ عَلَقَةً ثمّ مُضغَةً ثمّ عَظماً ثمَ لَحماً ، وأمّا «صَوَّرْنَكُمْ » فَالعَينَ والأنفَ وَالاُذُنَينِ وَالفمَ وَاليَدَينِ وَالرِّجلَينِ ، صَوَّرَ هذا ونَحوَهُ ثمّ جعَلَ الدّميمَ وَالوَسيمَ وَالطَّويلَ وَالقَصيرَ وأشباهَ هذا» .۱
۶ / ۲ - الآية «۲۶»
« يَبَنِىءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَ رِى سَوْءَ تِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَ لِكَ خَيْرٌ ذَ لِكَ مِنْ ءَايَتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ » .
۷۵.تفسير القمّي : في روايةِ أبي الجارودِ ، عن أبي جَعفرٍ عليه السلام - في قولهِ : «يَبَنِىءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَ رِى سَوْءَ تِكُمْ وَرِيشًا » - :
«فأَمّا اللِّباسُ : فَالثِّيابُ الّتي يَلبَسونَ ، وأمّا الرِّياشُ : فَالمَتاعُ وَالمالُ ، وأمّا لِباسُ التّقوى : فَالعَفافُ ؛ لِأنَّ العَفيفَ لا تَبدو لهُ عَورَةٌ وإن كانَ عارِياً مِن الثِّيابِ ، والفاجِرُ بادِي العَورَةِ وإن كانَ كاسِياً مِنَ الثِّيابِ ، يَقولُ : «وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَ لِكَ خَيْرٌ » يَقولُ : العَفافُ خَيرُ ، «ذَ لِكَ مِنْ ءَايَتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ »» .۲
۶ / ۳ - الآية «۳۰»
« فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ » .
۷۶.تفسير القمّي : في روايةِ أبي الجارودِ ، عن أبي جَعفرٍ عليه السلام - في قولهِ : «كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَلَةُ » ، قال - :
«خَلَقَهُم حينَ خَلَقَهُم مُؤمِناً وكافِراً وشَقِيّاً وسَعيداً ، وكذلكَ يَعودونَ يَومَ القِيامَةِ مُهتَدِياً وضالّاً ، يَقولُ : «إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ » وهمُ القَدرِيَّةُ الّذينَ يَقولونَ : لا قَدرَ ، ويَزعُمونَ أنّهُم قادِرونَ على الهُدى وَالضَّلالَةِ، وذلِكَ إليهِم إن شاؤوا اهتَدَوا وإن شاؤوا ضَلّوا ، وهُم مَجوسُ هذهِ الاُمَّةِ ، وكَذَّبَ أعداءُ اللَّهِ المَشِيّةَ وَالقُدرَةَ للَّهِِ، «كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » مَن خَلَقَهُ اللَّهُ شَقِيّاً يَومَ خَلَقَهُ كَذلكَ يَعودُ إلَيهِ شَقِيّاً ، ومَن خَلَقَهُ سَعيداً يومَ خَلَقَهُ كَذلكَ يعودُ إلَيهِ سَعيداً ، قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "الشَّقِيُّ مَن شَقِيَ في بَطنِ اُمِّهِ ، وَالسَّعيدُ مَن سَعِدَ في بَطنِ اُمِّهِ"» .۳