87
تفسیر ابی الجارود و مسنده

زَكاتهم ما أخبرتَهُم مِن صلاتهِم . ثمّ نزلَ الصّومُ ؛ فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله إذا كانَ يومُ عاشوراء بَعثَ إلى‏ ما حَولَهُ مِنَ القُرى‏ فَصاموا ذلكَ اليومَ ، فنزلَ شَهرُ رَمضانَ بينَ شَعبانَ وشَوّالَ ، ثمّ نزلَ الحجُّ ، فَنَزَلَ جَبرئيلُ عليه السلام ، فقالَ : أخبرهُم مِن حَجّهِم ما أخبرتَهُم مِن صَلاتِهم وزَكاتِهم وصَومِهم .
ثمّ نَزلَتِ الوَلايةُ ، وإنّما أتاهُ ذلِكَ في يومِ الجُمُعةِ بِعَرَفةَ ، أنزلَ اللَّهُ عزّ و جلّ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى » ، وكان كمالُ الدّينِ بِوَلايةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليه السلام ، فقالَ عندَ ذلِكَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله : "اُمّتي حَديثو عَهدٍ بالجاهليَّةِ ، ومتى‏ أخبرتُهم بِهذا في ابن عمّي يَقولُ قائِلٌ ، ويَقولُ قائلٌ - فَقلتُ في نَفسي مِن غير أن يَنطِقَ به لِساني - فَأتَتني عَزيمةٌ منَ اللَّهِ عزّ و جلّ بَتلةً۱أوعَدَني إن لَم اُبلّغ أن يُعذِّبَني" .
فنَزلَت : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَفِرِينَ »۲ ، فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله بيَدِ عليٍّ عليه السلام ، فقالَ : "أيُّها النّاسُ، إنّهُ لم يكُن نَبيٌّ منَ الأنبِياءِ مِمّن كانَ قَبلي إلّا وقَد عَمّرَهُ اللَّهُ ، ثمَ دعاهُ فَأجابهُ، فاُوشِكُ أن اُدعى‏ فاُجيبَ، وأنا مَسؤولٌ وأنتُم مَسؤولونَ، فماذا أنتُم قائلونَ"؟
فقالوا: نشهَدُ أنّكَ قَد بَلّغتَ ونَصحتَ، وأدّيتَ ما عَليكَ، فَجزاكَ‏اللَّهُ أفضلَ جزاءِ المُرسَلينَ .
فقال : "اللّهُمّ اشهَد" ثلاثَ مرّاتٍ ، ثمّ قالَ : "يا مَعشرَ المُسلمينَ ، هذا وَلِيّكُم مِن بَعدي ، فَليُبلِّغِ الشّاهدُ مِنكُم الغائِبَ"» .
قال أبو جَعفرٍ عليه السلام : «كانَ وَاللَّهِ (عَلِيٌّ عليه السلام ) أمينَ اللَّهِ على‏ خَلقِهِ وغَيبِهِ ودينِهِ الّذي ارتَضاهُ لِنَفسهِ .
ثمّ إنّ رسولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه و آله حَضَرهُ الّذي حَضَرَ ، فَدَعا عَلِيّاً فَقالَ : "يا عَلِيُّ ، إنّي اُريدُ أن

1.بَتَلَه يَبتله بَتلاً : إذا قَطَعَهُ فلا يتطرّق إليه نَقضٌ . اُنظر: النهاية : ج ۱ ص ۹۴ (بتل) .

2.المائدة : ۶۷ .


تفسیر ابی الجارود و مسنده
86

[ ۴ ]

سورَةُ المائِدة

۴ / ۱ - الآية «۳»

« حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ‏وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَمِ ذَ لِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِاِّثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ » .

۴۷.ثواب الأعمال : أبي رحمه اللَّه ، قال : حدّثني محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبي مسعود المدائني ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
«مَن قَرَأ سورةَ المائدةِ في كُلّ يومِ خميسٍ لَم يَلبِس إيمانَهُ بِظُلمٍ ، ولم يُشرِك به أبَداً» .۱

۴۸.الكافي : محمّد بن يحيى‏ ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعتُ أبا جعفرٍ عليه السلام يقول :
«فَرَضَ اللَّهُ عزّ و جلّ على العبادِ خَمساً ، أخَذوا أربَعاً وتَركوا واحِداً» .
قلتُ : أتُسَمّيهِنّ لي جُعلتُ فِداكَ ؟
فقالَ : «الصّلاةُ ؛ وكانَ النّاسُ لا يدرونَ كيفَ يُصلّونَ ، فَنزلَ جَبرئيلُ عليه السلام فقالَ : يا مُحمّدُ ، أخبرهُم بِمواقيتِ صلاتِهم . ثمّ نَزلتِ الزّكاةُ ، فقال : يا مُحمّدُ ، أخبِرهُم مِن

1.ثواب الأعمال : ص ۱۳۱ ح ۱ ؛ تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۲۸۸ ح ۳ ؛ مجمع البيان : ج ۳ ص ۲۳۱ ؛ بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۷۳ ح ۱ .

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13724
صفحه از 416
پرینت  ارسال به