41
تفسیر ابی الجارود و مسنده

حبّاب قاضي المدائن، وقيس بن ربيع الأسدي وأبي هاشم الرماني والحجّاج بن دينار، ومحمّد بن عبدالرحمان بن أبي ليلى الأنصاري، حتّى أنّ أبا حنيفة أرسل إليه مبلغاً كبيراً لنصرته‏۱.
ومن بين أصحاب الأئمّة عليهم السلام وكبار الشيعة الذين نصروه ، شخصيات مثل محمّد بن مسلم‏۲، والفضيل بن يسار، وسليمان بن خالد۳، والفضيل بن رسان، وسليمان بن مهران، ويزيد بن أبي زياد، وهاشم البريد، وأبي الجارود أيضاً، وكانت شخصيات مثل أبي حمزة الثمالي على علاقة به. نعم، لم يكن جميع أتباع زيد من الشيعة الخلّص، ولذلك فقد تفرّق أتباع زيد بعد شهادته إلى مجموعات، فالمجموعة التي كانت قد التفّت حوله بسبب تأييد الإمام الصادق عليه السلام لثورته‏۴، بقوا على الاعتقاد بإمامة الإمام الصادق عليه السلام وأمّا الآخرين فقد اتّبعوا زعماء الثورة الآخرين، وظهرت المجاميع المنشقّة عن أصحاب زيد، وكانوا في بعض الحالات يحملون عقائد متناقضة۵.

1.مقاتل الطالبيين: ص ۱۴۰ - ۱۴۲.

2.كفاية الأثر: ص ۳۰۹.

3.رجال الكشّي: ج ۲ ص ۶۵۲ ح ۶۶۸.

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۹ ح ۱.

5.الحدائق الوردية: ج ۱ ص ۲۴۸.


تفسیر ابی الجارود و مسنده
40

روايات الكشّي في نسبة الانحراف لأبي الجارود في هذا العهد

كانت عقائده في هذا العهد سليمة غير منحرفة، والرواية الوحيدة التي فيها دلالة على انحرافه العقائدي في هذا العهد، هي رواية الكشّي رحمه اللَّه عن الإمام الباقر عليه السلام .
يقول الكشّي: قيل: إنّ أبا الجارود سُمّي سرحوباً، ونُسبت إليه السرحوبية من الزيدية، سمّاه بذلك أبو جعفر عليه السلام . وذكر أنّ سرحوباً اسم شيطان أعمى‏ يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى‏ أعمى‏ القلب‏۱.
ورواية الكشّي مشكوك فيها من جهتين:
الاُولى: من جهة السند، فهي رواية مرسلة انفرد بها الكشّي، ولم ينقلها أحدٌ قبله إلّا ما رواه النوبختي في فرق الشيعة، وهي مرسلة أيضاً۲.
الثانية: من جهة الدلالة؛ لأنّ الانحراف المنسوب إلى أبي الجارود يعود إلى عهد مقارنته لزيد عليه السلام وبعد شهادته، وقد صرّح النجاشي رحمه اللَّه بهذه الملاحظة الهامّة۳. وكما مرّ، فإنّ ثورة زيد حدثت بعد حوالي سبع سنوات من شهادة الإمام الباقر عليه السلام ، ولذلك فإنّ دلالتها متزلزلة بشدّة أيضاً۴.
وعلى هذا الأساس فإنّ عهد ملازمة أبي الجارود للإمام الباقر عليه السلام كان عهد سلامة اعتقادة ولا يمكن أن ننسب أيّ نوع من الانحراف إليه في هذا العهد.
كان أبو الجارود يفد على الإمام الصادق عليه السلام في الفترة ما بين استشهاد الإمام الباقر عليه السلام (۱۱۴ه ) وثورة زيد (۱۲۱ه )، وكان ينهل من علوم الإمام خلال هذه اللقاءات. والروايات التي ينقلها عن الإمام الصادق عليه السلام يعود معظمها إلى هذا العهد، وقد وردت في بعض الروايات إشارات إلى هذا الموضوع.
ويبدو من الروايات أنّ زيداً كان يعتقد بإمامة الإمام الصادق عليه السلام ۵، ولم يكن يدّعي لنفسه الإمامة أبداً، وكان هدفه من الثورة الاستيلاء على الحكم ونقله إلى الإمام الصادق عليه السلام ۶.
وقد وردت عدّة روايات عن الإمام الصادق عليه السلام في تأييد زيد وثورته‏۷. كما أيّد الإمام الكاظم والإمام الرضا عليهما السلام ثورة زيد فيما بعد۸.
ومع ذلك كلّه فالذي يبدو من ظاهر بعض الروايات أنّ زيداً كان يدّعي الإمامة۹. ويمكن القول في هذا المجال إنّ الاختلاف بينه وبين الإمام الصادق عليه السلام كان ظاهريّاً، وكان الهدف منه التمويه على الحكّام الاُمويين لنفي أيّ علاقة بين ثورة زيد والإمام الصادق عليه السلام ، بل ولكي يتصوّروا أنّ الإمام معارض لزيد فيغفلوا عن الإمام الصادق عليه السلام عبر تركيز اهتمامهم على زيد، ويكون بمقدور الإمام أن ينشغل بكلّ اطمئنان بتنظيم الشيعة وعقائد الدين وأحكامه.
ومن أجل وثوق الاُمويين بهذا الاختلاف فإنّ من الضروري أن يجهل ذلك حتّى البعض من خواصّ تلاميذ الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، وأن يؤجّجوا هذا الاختلاف بجدّية۱۰.
وكان زيد قد اتّخذ من «الرضا من آل محمّد صلى اللّه عليه و آله » شعاراً له، إلّا أنّه سلك سبيل التقية من أجل استقطاب كلّ معارضي بني اُمية، وعلى هذا الأساس فقد انضمّ تحت لوائه - عدا شيعة أهل البيت عليهم السلام ، - شخصيّات كبيرة من غير الشيعة؛ مثل هلال بن

1.رجال الكشّي: ج ۲ ص ۴۹۵ ح ۴۱۳.

2.فرق الشيعة: ص ۵۴ .

3.النجاشي: زياد بن المنذر ... تغيّر لما خرج زيد رضى اللَّه عنه. رجال النجاشي: ص ۱۷۰ ح ۸۴۴ .

4.خاتمة المستدرك: ج ۵ ص ۴۱۱؛ معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي : ج ۸ ص ۳۳۲.

5.الكافي: ج ۸ ص ۲۶۴ ح ۳۸۱ ؛ وراجع : كفاية الأثر: ص ۳۰۴ و ۳۰۹؛ والأمالي للصدوق : ص ۶۳۷ ح ۸۵۶ ؛ و ج ۲ ص ۵۷۰ .

6.كفاية الأثر: ص ۳۰۷.

7.الأمالي للصدوق : ص ۴۳۱ ح ۵۶۷ ؛ وراجع : الأمالي للصدوق : ص ۴۱۶ ح ۵۴۶ .

8.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۴۹ ح ۱.

9.الكافي: ج ۱ ص ۱۷۴ ح ۵ ؛ وراجع: الكافي: ج ۱ ص ۳۵۶ ح ۱۶؛ ورجال الكشّي: ج ۱ ص ۳۶۹ ح ۲۴۸ و ج ۲ ص ۷۱۱ ح ۷۷۴؛ بحار الأنوار: ج ۶۷ ص ۱۹۷ ح ۷۱.

10.كفاية الأثر: ص ۳۰۵.

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13736
صفحه از 416
پرینت  ارسال به