الإسفرايني۱أبا الجارود المنذر بن عمرو رئيس الجارودية۲.
وأمّا تاريخ ولادة أبي الجارود فهو غير معلوم، ويرى ابن حجر نقلاً عن البخاري أنّ وفاته بين سنة ۱۵۰ وسنة ۱۶۰ه ۳.
ولكن لمّا كان الحسن بن محبوب في عداد الرواة عن أبي الجارود، وذكر العلّامة في الخلاصة أنّ وفاته كانت في سنة ۲۲۴ه - في سنّ الخامسة والسبعين۴، فلا يمكن أن نأخذ بنقل البخاري؛ لأنّ تاريخ ولادة الحسن بن محبوب استناداً إلى رواية العلّامة يكون في حدود سنة ۱۴۹ه ، وعليه فلم يكن له من العمر سنة ۱۶۰ه سوى ۱۱ سنة! لذا فإنّه من المستبعد جدّاً أن يكون قد حضر لدى المشايخ وأخذ عنهم الحديث في مثل هذا العمر، فنستنتج من هذا أن وفاة أبي الجارود ينبغي أن تكون متأخّرة عمّا نقله البخاري.
۲. الطبقة الروائية: مشايخه وتلاميذه
ذكر البرقي والشيخ الطوسي أبا الجارود في عداد أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ۵. ويقول النجاشي والعلّامة: «كان من أصحاب أبي جعفر، وروى عن أبي عبداللَّه عليهما السلام »۶. وعدّه الشيخ في الرجال والعلّامة وابن داود من التابعين۷.
ومن بين المعاصرين، اعتبره الشيخ آغا بزرگ الطهراني من أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام ، فضلاً عن اعتباره من أصحاب الصادقَين عليهما السلام ۸.
كان لأبي الجارود الكثير من المشايخ في الرواية، وكان البعض منهم - مثل قيس بن سعد وعامر بن واثلة وبريدة الأسلمي وأبي برزة - من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله ، ولعلّ هذا هو السبب الذي جعل الشيخ الطوسي والعلّامة الحلي وابن داود يعتبرونه من التابعين۹.
كما كان بعض مشايخه من التابعين، ويُعدّ معظمهم - مثل الأصبغ بن نباتة والحارث الهمداني وزاذان وعطية العوفي - من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وفريق منهم - مثل زياد بن سوقة وأبي سعيد عقيصا - من أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام ، وبعضهم كان من أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام ؛ مثل علي بن ثابت وسعيد بن جبير وأبي حمزة الثمالي وحكيم بن جبير.
1.وفي النسخ المتوفّرة من كتاب الفرق للإسفرايني في الصفحات ۲۲ و ۳۰ - ۳۲، اكتفى بذكر كنية أبي الجارود.
2.البداية والنهاية: ج ۳ ص ۲۸۵.
3.تهذيب التهذيب: ج ۳ ص ۳۳۳.
4.خلاصة الأقوال: ص ۹۷.
5.رجال البرقي: ص ۱۳؛ رجال الطوسي: ص ۲۰۸.
6.رجال النجاشي: ص ۱۷۰ ح ۸۴۴ ؛ خلاصة الأقوال: ص ۳۴۸.
7.رجال الطوسي: ص ۱۳۵ و ۲۰۸؛ خلاصة الأقوال: ص ۳۴۸؛ رجال ابن داود: ص ۲۴۶.
8.الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج ۴ ص ۲۵۱.