11
تفسیر ابی الجارود و مسنده

رواياته، سواء من الناحية التأريخية أم من الناحية الفكرية والاعتقادية.

والذي يترآى للعيان في معظم الروايات التفسيرية لأبي الجارود أنّه قد سأل الإمام الباقر عليه السلام عن الآيات التي كان يشكل ويصعب فهمها، إلّا أنّ أسئلته لم تنعكس في صيغة نصّ الرواية. ويحتمل طبعاً أنّه قد سمع البعض منها من الإمام أثناء جلسات علمية من غير أن يكون هناك سؤال منه.
والروايات الأكثر شيوعاً في الروايات التفسيرية لأبي الجارود . هي الروايات التأويلية، وروايات الجري والتطبيق، وأسباب نزول الآيات، ومعاني الألفاظ العويصة، والأحكام المستمدّة من الآيات.
في الختام نودٌ أن نُعبّر عن كامل شكرنا وتقديرنا للجهود والدّقة الفائقة التي أبداها فضيلة الشيخ عليّ شاه علي‏زاده في صياغته لهذا الكتاب، كما نثمّن أيضاً مساعي فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين محمّد احساني‏فر لما تقدّم به من الاطروحة الابتدائيّة لهذا التحقيق ، وما كان منه من إشراف علمي عليه ، كما أنّ شكرنا موصول لسماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي غلامعلي الّذي تولّى نقد مقدّمة هذا التفسير نقداً علميّاً نافعاً .
علي راد
معاونيّة البحوث‏
في معهد تفسير أهل البيت عليهم السلام


تفسیر ابی الجارود و مسنده
10

عليّ عليه السلام وبعض أولاد فاطمة عليها السلام.۱
وعلى كلّ حال، فإنَّ نشر هذا الكتاب لا يعني تأييد كلّ ما ورد فيه من روايات أو قبولها، وخاصّة الروايات، التي جاءت في القسم الأخير منه، وهو القسم الذي يمكن أن نطلق عليه تسمية مسند أبي الجارود؛ إذ جاء فيه الكثير من أمثال هذه الروايات.
وبالإضافة إلى ذلك: فإنّ الروايات التي نقلها أبوالجارود تقدّم لنا معلومات مفيدة من الناحية التاريخية، وفتح أمامنا نافذة للاطّلاع على القضايا والرؤى التفسيرية في ذلك العصر، ويمكن أن نشير من خلال جملة هذه القضايا إلى جهود أبي الجارود؛ لإعطاء صورة عن التيّارات الالتقاطية والانحرافية - مثل المغيريّة - في ترويج الأفكار اليهودية في المجتمع الإسلامي‏۲، إضافة إلى نقله لآراء اُخرى، كرأي الحسن البصري إجمالاً في المراد من الآية الشريفة : «يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ»۳، ورأي المدرسة التفسيرية للخلفاء في إنكار كَوْن الحسن والحسين عليهما السلام ابنا رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله ، وما قدّمه الإمام الباقر عليه السلام من جواب لهذه الشبهة؛ استناداً إلى ما جاء في القرآن الكريم‏۴، وعرض مسائل الشيعة على الإمام الصادق عليه السلام ، والحصول على الجواب القرآني منه، مثل: المؤاخذة على أبي الجارود وأمثاله من الشيعة في محبّة أهل البيت عليهم السلام ۵ ، واُمور اُخرى من هذا القبيل. وهذا ما أضفى أهمّية مضاعفة على

1.المولى محمّد صالح المازندراني، شرح اُصول الكافي، تعليقات: الميرزا أبو الحسن الشعراني، ضبط و تصحيح: السيّد عليّ عاشور، الطبعة الاُولى، ۱۴۲۱ه ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، ج ۵ ، ص ۲۸۱ - ۲۸۲.

2.عن أبي الجارود، قال ذكرت لأبي جعفر عليه السلام قول المغيرة: إذا خلت المرأة لم توطأ حتّى تضع، وإذا وضعت لم توطأ حتّى يفطم ولدها. قال: «سبحانه اللَّه، هذا قول الهيود...». انظر: تفسير أبي الجارود، ذيل الآية ۲۳۳ من سورة البقرة.

3.انظر: تفسير: أبي الجارود، المائدة: ۶۷.

4.انظر: تفسير أبي الجارود، الأنعام: الآية ۸۴ .

5.أبو الجارود، قال: قلت لجعفر بن محمّد عليه السلام بأنّ الناس يعيبوننا بحبّكم، قال: «أَعِد عَلَيَّ»، فأدعت عليه فقال: «لكنّي اُخبرك أنّه إذا كان يوم القيامة جمع اللَّه تعالى الخلائق في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي وفقدهم البعيد، ثمّ يأمر اللَّه النار فتزفر زفرة يركب الناس لها بعضهم على بعض، فإذا كان ذلك قام محمّد نبيّنا صلى اللّه عليه و آله فيشفع، وقمنا فشفعنا، وقام شيعتنا فشفعوا، فعند ذلك [يقول‏] سواهم: «فَمَا لَنَا مِن شَفِعِينَ * وَ لَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ». واللَّه يا أبا الجارود، ما طلبوا الكرّة إلّا ليكوننّ من شيعتنا». انظر: تفسير أبي الجارود، ذيل الآيات ۱۰۰ - ۱۰۲ من سورة الشعراء.

  • نام منبع :
    تفسیر ابی الجارود و مسنده
    سایر پدیدآورندگان :
    علي شاه‌ علي‌زاده
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1392
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 13946
صفحه از 416
پرینت  ارسال به