35
تفسیر روایی جامع (۱)

فَقَالَ عَلِی بنُ مُحَمَّدِ بنِ الجَهمِ: یقُولُونَ إِنَّ دَاوُدَ علیه السلام کانَ فِی مِحرَابِهِ یصَلِّی فَتَصَوَّرَ لَهُ إِبلِیسُ عَلَى صُورَةِ طَیرٍ أَحسَنَ مَا یکونُ مِنَ الطُّیورِ فَقَطَعَ دَاوُدُ صَلَاتَهُ وَ قَامَ لِیأخُذَ الطَّیرَ فَخَرَجَ الطَّیرُ إِلَى الدَّارِ فَخَرَجَ الطَّیرُ إِلَى السَّطحِ فَصَعِدَ فِی طَلَبِهِ فَسَقَطَ الطَّیرُ فِی دَارِ أُورِیا بنِ حَنَانٍ فَأَطلَعَ دَاوُدُ فِی أَثَرِ الطَّیرِ فَإِذَا بِامرَأَةِ أُورِیا تَغتَسِلُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیهَا هَوَاهَا. وَ کانَ قَد أَخرَجَ أُورِیا فِی بَعضِ غَزَوَاتِهِ فَکتَبَ إِلَى صَاحِبِهِ أَن قَدِّم أُورِیا أَمَامَ التَّابُوتِ‏. فَقُدِّمَ فَظَفِرَ أُورِیا بِالمُشرِکینَ، فَصَعُبَ ذَلِک عَلَى دَاوُدَ، فَکتَبَ إِلَیهِ ثَانِیةً أَن قَدِّمهُ أَمَامَ التَّابُوتِ فَقُدِّمَ فَقُتِلَ أُورِیا فَتَزَوَّجَ دَاوُدُ بِامرَأَتِهِ.

۰.قَالَ: فَضَرَبَ الرِّضَا علیه السلام بِیدِهِ عَلَى جَبهَتِهِ وَ قَالَ:‏ «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیهِ راجِعُونَ.‏ لَقَد نَسَبتُم نَبِیاً مِن أَنبِیاءِ اللَّهِ إِلَى التَّهَاوُنِ بِصَلَاتِهِ حَتَّى ‏خَرَجَ فِی أَثَرِ الطَّیرِ، ثُمَّ بِالفَاحِشَةِ ثُمَّ بِالقَتلِ؟!». فَقَالَ: یا ابنَ رَسُولِ اللَّهِ! فَمَا کانَ خَطِیئَتُهُ؟ فَقَالَ: «وَیحَک! إِنَّ دَاوُدَ إِنَّمَا ظَنَّ أَنَّ مَا خَلَقَ اللَّهُ  عز و جل خَلقاً هُوَ أَعلَمُ مِنهُ فَبَعَثَ اللَّهُ  عز و جل إِلَیهِ المَلَکینِ فَتَسَوَّرَا المِحرَابَ‏ فَقَالا: (خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْکُم بَیْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَ ٱهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ ٱلصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَکْفِلْنِیهَا وَ عَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ).۱‏ فَعَجَّلَ دَاوُدُ علیه السلام عَلَى المُدَّعَى عَلَیهِ فَ(قَالَ لَقَدْ ظَلَمَکَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِکَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ)‏۲ وَ لَم یسأَلِ ‏المُدَّعِی البَیّنَةَ عَلَى ذَلِک وَ لَم یقبِل عَلَى المُدَّعىٰ عَلَیهِ فَیقُولَ لَهُ مَا تَقُولُ؟ فَکانَ هَذَا خَطِیئَةُ رَسمِ الحُکمِ، لَا مَا ذَهَبتُم إِلَیهِ. أَ لَا تَسمَعُ اللَّهَ  عز و جل یقُولُ‏: (یٰا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاکَ خَلِیفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَاحْکُم بَیْنَ ٱلنَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ)۳ إِلَى آخِرِ الآیةِ».

۰.فَقَالَ: یا ابنَ رَسُولِ اللَّهِ! فَمَا قِصَّتُهُ مَعَ أُورِیا؟ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام: «إِنَّ المَرأَةَ فِی أَیّامِ دَاوُدَ علیه السلام کانَت إِذَا مَاتَ بَعلُهَا أَو قُتِلَ لَا تَتَزَوَّجُ بَعدَهُ أَبَداً وَ أَوَّلُ مَن أَبَاحَ اللَّهُ لَهُ أَن

1.. ص: آیۀ ۲۲ و ۲۳.

2.. همان: آیۀ ۲۴.

3.. همان: آیۀ ۲۶.


تفسیر روایی جامع (۱)
34

اللَّهِ   عز و جل:‏ (وَ عَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)۱ وَ فِی قَولِهِ   عز و جل‏: (وَ ذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَیْهِ‏)۲ وَ فِی قَولِهِ  عز و جل فِی یوسُفَ علیه السلام: (وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)۳ وَ فِی قَولِهِ  عز و جل فِی دَاوُدَ [علیه السلام] (ظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ‏)۴ وَ قَولِهِ تَعَالَى فِی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و اله: (وَتُخْفِى فِى نَفْسِکَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِیهِ‏)۵؟

۰.فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام: «وَیحَک ـ یا عَلِیُّ علیه السلام ـ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَنسُب إِلَى أَنبِیاءِ اللَّهِ الفَوَاحِشَ وَ لَا تَتَأَوَّل کتَابَ اللَّهِ بِرَأیکَ فَإِنَّ اللَّهَ  عز و جل قَد قَالَ‏: (وَمَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ).‏۶ وَ أَمَّا قَولُهُ   عز و جل فِی آدَمَ علیه السلام‏ (وَ عَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)، فَإِنَّ اللَّهَ   عز و جل خَلَقَ آدَمَ حُجَّةً فِی أَرضِهِ وَ خَلِیفَةً فِی بِلَادِهِ لَم یخلُقهُ لِلجَنَّةِ وَ کانَتِ المَعصِیةُ مِن آدَمَ فِی الجَنَّةِ لَا فِی الأَرضِ وَ عِصمَتُهُ تَجِبُ أَن یکونَ فِی الأَرضِ لِیتِمَّ مَقَادِیرُ أَمرِ اللَّهِ. فَلَمَّا أُهبِطَ إِلَى الأَرضِ وَ جُعِلَ حُجَّةً وَ خَلِیفَةً عُصِمَ‏ بِقَولِهِ  عز و جل‏: (إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَاهِیمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى ٱلْعَالَمِینَ).‏۷ وَ أَمَّا قَولُهُ  عز و جل‏ (وَ ذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَیْهِ)‏ إِنَّمَا ظَنَّ بِمَعنَى استَیقَنَ أَنَّ اللَّهَ لَن یضَیقَ عَلَیهِ رِزقَهُ. أَ لَا تَسمَعُ قَولَ اللَّهِ  عز و جل‏: (وَ أَمَّا إِذَا مَا ٱبْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَیْهِ رِزْقَهُ‏)۸ أَی ضَیّقَ عَلَیهِ رِزقَهُ؟ وَ لَو ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ لَا یقدِرُ عَلَیهِ لَکانَ قَد کفَرَ. و أَمَّا قَولُهُ  عز و جل فِی یوسُفَ علیه السلام‏ (وَ لَقَد هَمَّت بِهِ وَ هَمَّ بِها) فَإِنَّهَا هَمَّت بِالمَعصِیةِ وَ هَمَّ یوسُفُ بِقَتلِهَا إِن أَجبَرَتهُ لِعِظَمِ مَا تَدَاخَلَهُ، فَصَرَفَ اللَّهُ عَنهُ قَتلَهَا وَ الفَاحِشَةَ. وَ هُوَ قَولُهُ  عز و جل‏: (کذلِک لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَ الفَحشاءَ)۹ یعنِی القَتلَ وَ الزِّنَاءَ. وَ أَمَّا دَاوُدُ علیه السلام فَمَا یقُولُ مَن قِبَلَکم فِیهِ؟».

1.. طه: آیۀ ۱۲۱.

2.. انبیا: آیۀ ۸۷.

3.. یوسف: آیۀ ۲۴.

4.. ص: آیۀ ۲۴.

5.. احزاب: آیۀ ۳۷.

6.. آل عمران: آیۀ ۷.

7.. آل عمران: آیۀ ۳۳.

8.. فجر: آیۀ ۱۶.

9.. یوسف: آیۀ ۲۴.

  • نام منبع :
    تفسیر روایی جامع (۱)
    سایر پدیدآورندگان :
    عبدالهادی مسعودی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 36593
صفحه از 311
پرینت  ارسال به