والمِهاد : الفراش . وأزِف منها قياد ، أي قرب انقيادها إلى التقضي والزوال . وأشراط السّاعة : علاماتها ، وإضافتها إلى الدّنيا لأنّها في الدّنيا تحدث ، وإن كانت علامات للأُخرى . والعَفاء : الدروس . وروي : « من طِوَلها » والطِّوَل : الحبل .
ثم عاد إلى ذكر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال : جعله اللّه سبحانه بلاغا لرسالته ، أي ذا بلاغ ، والبلاغ : التّبليغ ، فحذف المضاف . ولا تخبو : لا تنطفئ . والفرقان : ما يُفْرَق به بين الحقّ والباطل . وأثافيّ الإسلام : جمع أُثفِيَّة ، وهي الأحجار توضع عليها القِدْر ، شكل مثلّث . والغيطان : جمع غائط ، وهو المطمئنّ من الأرض . ولا يَغِيضها ، بفتح حرف المضارعة ، غاض الماء وغِضتُه أنا ، يتعدّى ولا يتعدّى ، وروي « لا يُغيضها » بالضمّ على قول من قال : أغضت الماء ، وهي لغة ليست بالمشهورة . والإكام : جمع أَكَم ، مثل جِبال جمع جَبَل ، والأَكَم جمع إكَمة ، مثل عِنب جمع عِنَبة ، والأكَمة : ما علا من الأرض ، وهي دون الكثيب .
الأصْلُ :
۰.جَعَلَهُ اللّهُ رِيّاً لِعَطَش الْعُلَمَاءِ ، وَرَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ ، وَمَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ ، وَدَوَاءً لَيْسَ بَعْدَهُ دَاءٌ ، وَنُوراً لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ ، وَحَبْلاً وَثِيقاً عُرْوَتُهُ ، وَمَعْقِلاً مَنِيعاً ذِرْوَتُهُ ، وَعِزّاً لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَسِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَهُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ ، وَبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِهِ ، وَفَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِهِ ، وَحَامِلاً لِمِنْ حَمَلَهُ ، وَمَطيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَهُ ، وَآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَجُنَّةً لِمَنِ اسْتَلْأَمَ ، وَعِلْماً لِمَنْ وَعَى ، وَحَدِيثاً لِمَنْ رَوَى ، وَحُكْماً لِمَنْ قَضَى .
الشّرْحُ :
الضمير يرجع إلى القرآن ، جعله اللّه رِيّا لعطش العلماء ، إذا ضلّ العلماء في أمر والتبس عليهم رجعوا إليه ، فسقاهم كما يسقى الماء العطِش ، وكذا القول في « ربيعاً لقلوب الفقهاء » ، والربيع هاهنا : الجدول ، ويجوز أن يريد المطر في الرّبيع ، يقال : رَبعتِ الأرض فهي مربوعة . والمحاجّ : جمع محجّة ، وهي جادّة الطريق . والمعقِل : الملجأ . « وسِلْما لمن