رَجَاهُ مُوقِناً ، وَأَنَابَ إِلَيْهِ مُؤمِناً ، وَخَنَعَ لَهُ مُذْعِناً ، وَأَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً ، وَعَظَّمَهُ مُمَجِّداً ، وَلاَذَ بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً .
الشّرْحُ :
نَوْف البَكَالِيّ ، قال الجوهريّ في الصِّحاح : نَوْف البَكَاليّ ، بفتح الباء ، كان حاجبَ عليّ عليه السلام ، ثم قال : وقال ثعلب : هو منسوب إلى بَكالة ، قبيلة . وإنّما بنو بِكال ، بكسر الباء ، حيٌّ من حِمْيَر ؛ منهم هذا الشخص ؛ هو نَوْف بن فضالة ، صاحب عليّ عليه السلام ؛ والرواية الصحيحة الكسر ؛ لأنّ نوف بن فضالة بِكاليّ ، بالكسر ، من حِمْير .
نسبَ جعْدة بن هُبيرة
وأمّا جعدة بن هُبيرة ، فهو ابنُ أختِ أمير المؤمنين عليه السلام ، أُمّه أُمّ هانئ بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشمٍ ، وأبوه هبيرة بن أبي وهب . وكان جعدة فارسا ، شجاعا ، فقيهاً ، وولِيَ خُراسان لأمير المؤمنين عليه السلام ؛ وهو من الصّحابة الذين أدركوا رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يوم الفتح ، مع أُمّه أُمّ هانئ بنت أبي طالب عليه السلام .
المدرعة : الجبَّة ، وتَدَرّع : لبسها ، وربما قالوا : تمدرع . وثَفِنة البعير ، واحدة ثفِنَاته ، وهو ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ فيغلظ ويكثف ، كالركبتين وغيرهما. ومصائر الأُمور : جمع مَصِير ، وهو مصدر « صار » إلى كذا ، ومعناه المرْجع قال تعالى : « وَإلَى اللّهِ الْمَصِير » ۱ . وعواقب الأمر : جمع عاقبة ؛ وهي آخر الشيء .
ثم قَسَّم الحمد ، فجعله على ثلاثة أقسام :
أحدُها : الحمد على عظيم إحسانه وهو أُصول نعمه تعالى ؛ كالحياة والقدْرة والشهوة وغيرها مما لا يدخل جنسه تحت مقدور القادر .
وثانيها : الحمد على نيّر برهانه ، وهو ما نصبه في العقول من العلوم البديهية المفضِية إلى العلوم النظرية بتوحيده وعدله .
وثالثها : الحمد على أرزاقه النّامية ، أي الزائدة وما يجري مجراها من إطالة الأعمار ، وكثرة الأرزاق ، وسائر ضروب الإحسان الداخلة في هذا القسم .