قوله : « وتَجِبُ القلوب » ، أي تخفِق ، وأصله من وَجَب الحائط : سقط . ويروى : « تَوْجل القلوب » أي تخاف ، وَجِل : خاف .
وروي : « صانع لا بحاسّة » ؛ وروي « لا تراه العيون بمشاهدة العيان » عوضاً عن « لا تدركه » .
۱۸۱
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام في ذم أصحابهأَحْمَدُ اللّهَ عَلَى مَا قَضَى مِنْ أَمْرٍ ، وَقَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ ، وَعَلَى ابْتِلاَئِي بِكُمْ أَيَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتِي إِذَا أَمَرْتُ لَمْ تُطِعْ ، وَإِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ . إِنْ أُهْمِلْتُمْ خُضْتُمْ ، وَإِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ ، وَإِنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى إِمَامٍ طَعَنْتُمْ ، وَإِنْ أُجِئْتُمْ إِلَى مُشَاقَّةٍ نَكَصْتُمْ . لاَ أَبَا لِغَيْرِكُمْ! مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ وَالْجِهَادِ عَلَى حَقِّكُمْ ! الْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ؟ فَوَاللّهِ لَئِنْ جَاءَ يَوْمِي ـ وَلَيَأْتِيَنِّي ـ لَيُفَرِّقَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، وَأَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ ، وَبِكُمْ غَيْرُ كَثِيرٍ .
للّه أَنْتُمْ ! أَمَا دِينٌ يَجْمَعُكُمْ وَلاَ حَمِيَّةٌ تَشْحَذُكُمْ ؟ أَوَلَيْسَ عَجَباً أَنَّ مُعَاوِيَةَ يَدْعُو الْجُفَاةَ الطَّغَامَ فَيَتَّبِعُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَعُونَةٍ وَلاَ عَطَاءٍ ، وَأَنَا أَدْعُوكُمْ ـ وَأَنْتُمْ تَرِيكَةُ الاْءِسْلاَمِ ، وَبَقِيَّةُ النَّاسِ ـ إِلَى الْمَعُونَةِ وطَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ ، فَتتَفَرَّقُونَ عَنِّي وَتَخْتَلِفُونَ عَلَيَّ ! إِنَّهُ لاَ يَخْرُجُ إِلَيْكُمْ مِنْ أَمْرِي رِضىً فَتَرْضَوْنَهُ ، وَلاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ ؛ وَإِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَيَّ الْمَوْتُ . قَدْ دَارَسْتُكُمُ الْكِتَابَ ، وَفَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ ، وَعَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ ، وَسَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ ، لَوْ كَانَ الْأَعْمَى يَلْحَظُ ، أَوِ النَّائِمُ يَسْتَيْقِظُ ! وَأَقْرِبْ بِقَوْمٍ مِنَ الْجَهْلِ بِاللّه قَائِدُهُمْ مُعَاوِيَةٌ ، وَمُؤدِّبـُهُمُ ابْنُ النَّابِغَةِ!