۱
الأصْلُ :
۰.فمن خطبة له عليه السلام يذكر فيها ابتداءَ خلق السماء والأرض وخلق آدمالحَمْدُ للّهِ الَّذِي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ ، وَلاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ ، وَلاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهِدُونَ ؛ الَّذِي لاَ يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ ، وَلاَ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلاَ أَجَلٌ مَمْدُودٌ . فَطَرَ الْخَلائِقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ وَوَتَّدَ بالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ .
الشّرْحُ :
الّذي عليه أكثر الأُدباء والمتكلّمين أنّ الحمد والمدح أخَوَان ، لا فَرْق بينهما ، فهما سواء يدخلان فيما كان من فعل الإنسان ، وفيما ليس من فعله ، فأمّا الشكر فأخصُّ من المدح ؛ لأنّه لايكون إلاّ على النعمة خاصّة ، ولا يكون إلاّ صادرا من منعَم عليه .
والمِدْحة : هيئة المدح ، كالرِّكْبة ، هيئة الركوب ، والجِلْسة هيئة الجلوس ؛ والمعنى مطروق جدا ، ومنه في الكتاب العزيز كثير ، كقوله تعالى : « وَإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا » ۱ .
وأمّا قوله : « الذي لا يدركه » ، فيريد أنّ هِمَم النُّظار وأصحاب الفكر وإن عَلَتْ وبَعُدت فإنّها لا تدرِكه تعالى ، ولا تحيط به .