بِلال كلّ غلّة ، وشِفاء كلّ عِلَّة ، وجِلاء كلّ شبهة . ومن اللّه أستمدّ التوفيق والعصمة ، وأتنجّزُ التسديد والمعونة ، وأستعيذه من خطأ الجِنَان قبل خطأ اللسان ، ومن زَلَّة الكلِم قبل زلّة القدم ، وهو حسبي ونعم الوكيل ) .
الشرح :
في أثناء هذا الاختيار : تضاعيفه ، والغيْرة : بالفتح ، والكسر خطأ . وعقائل الكلام : كرائمه ، وعَقِيلة الحيّ : كريمتُه ، وكذلك عَقِيلة الذوْد . والأقطار : الجوانب ، واحدها قُطْر . والنادّ : المنفرد ؛ ندّ البعير يَنِدّ . الرِّبقة : عروة الحبل يجعل فيها رأس البهيمة . وقوله : « وعلى اللّه نهج السبيل » ، أي إبانته وإيضاحه ، نهجت له نهجا . وأما اسم الكتاب فـ « نهج البلاغة » ، والنهج هنا ليس بمصدر ، بل هو اسم للطريق الواضح نفسه . والطلاب ، بكسر الطاء : الطلب . والبُغية : ما يُبتغى . وبِلال كلّ غلة ، بكسر الباء : ما يُبَلّ به الصدى .
وإنما استعاذ من خطأ الجنان قبل خطأ اللسان ؛ لأنّ خطأ الجَنان أعظم وأفحشُ من خطأ اللسان ، وإنما استعاذ من زَلّة الكَلِم قبل زلّة القَدَم ؛ لأنّه أرَاد زلّة القدم الحقيقية ؛ ولا ريب أنّ زلّة القدم أهونُ وأسهل ؛ لأنّ العاثر يستقيل من عثرته . وذا الزلّة تَجِدُهُ ينهض من صَرْعته ؛ وأما الزلّة باللسان فقد لا تستقال عَثْرَتها ، ولا يَنهض صريعها .
قال الرضيّ رحمه الله :
بابُ المختار من خطب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه وأوامره ويدخل في ذلك المختار من كلامه الجاري مجرى الخطب في المقامات المحضورة والمواقف المذكورة ، والخطوب الواردة .
الشرح :
المقامات : جمع مقامة ، وقد تكون المقامة المجلس والنادي الذي يجتمع إليه الناس ، وقد يكون اسما للجماعة ، والأول أليق هاهنا لقوله : المحضورة ، أي التي قد حضرها الناس .
ومنذ الآن نبتدئ بشرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ونجعل ترجمة الفصل الذي نروم شرحه « الأصل » فإذا أنهيناه قلنا : « الشرح » ، فذكرنا ما عندنا فيه ، وباللّه التوفيق .