مَتْرُوكَةً . وَإِني سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيه وآلِه وسلّم يَقُولُ : « يُؤتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالإمامِ الْجَائِرِ وَلَيْسَ مَعَهُ نَصِيرٌ وَلاَ عَاذِرٌ ، فَيُلْقَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيَدُورُ فِيهَا كَمَا تَدُورُ الرَّحَى ، ثُمَّ يَرْتَبِطُ فِي قَعْرِهَا » .
وَإِني اُنشِدُكَ اللّهَ أَلاَّ تَكُونَ إِمَامَ هذِهِ الْأُمَّةِ الْمَقْتُولَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يُقَالُ يُقْتَلُ فِي هذِهِ الْأُمَّةِ إِمَامٌ يَفْتَحُ عَلَيْهَا الْقَتْلَ وَالْقِتَالَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَيْهَا ، وَيَبُثُّ الْفِتَنَ فِيهَا ، فَـلاَ يُبْصِرُونَ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ؛ يَمُوجُونَ فِيهَا مَوْجاً ، وَيَمْرُجُونَ فِيهَا مَرْجاً . فَلاَ تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً يَسُوقُكَ حَيْثُ شَاءَ بَعْدَ جَلاَلِ السِّنِّ وَتَقَضِّي الْعُمُرِ .
فَقَالَ لَهُ عُثْمَـانُ :
كَلِّمِ النَّاسَ فِي أَنْ يُؤجِّلُونِي ، حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ مِنْ مَظَالِمِهمْ .
۰.فقال عليه السلام :مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَـلاَ أَجَلَ فِيهِ ، وَمَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِكَ إِلَيْهِ .
الشّرْحُ :
نَقمت على زيد ، بالفتح ، أنقَم فأنا ناقم ، إذا عتبتَ عليه . وقال الكِسائيّ : نقِمت بالكسر أيضا ، أنقَم لغة ؛ وهذه اللفظة تجيء لازمة ومتعدّية ، قالوا : نقَمت الأمْرَ أي كرهته . واستعتبتُ فلاناً : طلبت منه العُتْبى وهي الرّضا ، واستعتابُهم عثمان : طلبُهم منه ما يرضيهم عنه . واستسفروني : جعلوني سفيرا ووسيطا بينك وبينهم .
ثم قال له وأقسم على ذلك : إنّه لا يعلم ماذا يقول له ! لأ نّه لا يعرِف أمراً يجهله ، أي من هذه الأحداث خاصّة . وهذا حقّ ؛ لأنّ علياً عليه السلام لم يكن يعلم منها ما يجهله عثمان ، بل كان أحداث الصبيان فضلاً عن العقلاء المميّزين ، يعلمون وجهَيِ الصواب والخطأ فيها . ثم شرع معه من مسْلَك الملاطفة والقول اللّين ، فقال : ما سبقنا إلى الصّحْبة ، ولا انفردنا بالرَّسُول دونك ، وأنت مثلنا ونحن مثلك . ثم خرج إلى ذكر الشيْخَيْن ، فقال قولاً معناه أنّهما ليسا خيرا منك، فإنّك مخصوص دونهما بقرْب النسب ، يعني المنافيّة ۱ وبالصهر؛ وهذا كلام هو موضع