فِتْنَةٌ » ۱ . قوله : « ويمنُّون بدينهم على ربّهم » ، من قوله تعالى : « يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلاَمَكُمْ بَلِ اللّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ » ۲ . قوله : « ويتمنّوْن رحمته » من قوله : « أحمق الحمقى من أتبع نفسه هواها ، وتمنَّى على اللّه » . قوله : « وَيَأْمَنُونَ سَطْوَتهُ » من قوله تعالى : « أَفأَمِنُوا مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إلاّ الْقَوْمُ الخَاسِرُونَ » ۳ . والأهواء الساهية : الغافلة . والسُّحْت : الحرام ، ويجوز ضم الحاء ، وقد أسحت الرجل في تجارته ، إذا اكْتَسَبَ السُّحْت .
وفي قوله : « بل بمنزلة فتنة » تصديق لمذهبنا في أهل البغي ، وأنهم لم يدخلوا في الكفر بالكليّة ، بل هم فسّاق ، والفاسق عندنا في منزلة بين المنزلتين ، خرج من الإيمان ، ولم يدخل في الكفر .
۱۵۸
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامالْحَمْدُ للّه الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ ، وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ ، وَدَلِيلاً عَلَى آلاَئِهِ وَعَظَمَتِهِ .
عِبَادَ اللّهِ ، إِنَّ الدَّهْرَ يَجْرِي بِالْبَاقِينَ كَجَرْيِهِ بِالْمَاضِينَ ؛ لاَ يَعُودُ مَا قَدْ وَلَّى مِنْهُ ، وَلاَيَبْقَى سَرْمَداً مَا فِيهِ . آخِرُ فَعَالِهِ كَأَوَّلِهِ .مُتَشَابِهَةٌ أُمُورُهُ ، مُتَظَاهِرَةٌ أَعْلاَمُهُ . فَكَأ نّكُمْ بِالسَّاعَةِ تَحْدُوكُمْ حَدْوَ الزَّاجِرِ بِشَوْلِهِ ؛ فَمَنْ شَغَلَ نَفْسَهُ بِغَيْرِ نَفْسِهِ تَحَيَّرَ فِيالظُّلُماتِ ، وَارْتَبَكَ فِي الْهَلَكَاتِ ، وَمَدَّتْ بِهِ شَيَاطِينُهُ ، فِي طُغْيَانِهِ ، وَزَيَّنَتْ لَهُ