القرآن العزيز ۱ . وتزلف لهم : تقدّم لهم وتقرّب إليهم . ولا مقصر لي عن كذا : لا محبس ولا غاية لي دونه . وأرقل : أسرع . والمضمار : حيث تستبِق الخيل .
الأصْلُ :
۰.منها :قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الْأَجْدَاثِ ، وَصَارُوا إِلَى مَصَائِرِ الْغَايَاتِ . لِكُلِّ دَارٍ أَهْلُهَا لاَ يَسْتَبْدِلُونَ بِهَا وَلاَ يُنْقَلُونَ عَنْهَا . وَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، لَخُلْقَانِ مِنْ خُلْقِ اللّهِ سُبْحَانَهُ ؛ وَإِنَّهُمَا لاَ يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ ، وَلاَ يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ . وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللّهِ ، فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِينُ ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ ، وَالرِّيُّ النَّاقِعُ ، وَالْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ ، وَالنَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ . لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَامَ ، وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ ، وَلاَ تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ ، وَوُلُوجُ السَّمْعِ . مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ .
الشّرْحُ :
شَخَصُوا من بلد كذا : خرجوا . ومستقرّ الأجداث : مكان استقرارهم بالقبور ؛ وهي جمع جَدَث . ومصائر الغايات : جمع مَصِير ، والغايات : جمع غاية وهي ما ينتهى إليه .
ثم ذكر أن أهل الثواب والعقاب ؛ كلّ من الفريقين يقيم بدار لا يتحوّل منها ؛ وهذا كما ورد في الخبر : « إنه ينادِي منادٍ : يا أهل الجنّة سعادة لا فناء لها ، ويا أهل النار ؛ شقاوة لا فناء لها » . ثم ذكر أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خُلقان من خُلُق اللّه سبحانه ؛ وذلك لأ نّه تعالى ما أمر إلاّ بمعروف ، وما نهى إلاّ عن منكر ؛ ويبقى الفرق بيننا وبينه أنّا يجب علينا النهي عن المنكر بالمنع منه ، وهو ـ سبحانه ـ لا يجب عليه ذلك ؛ لأ نّه لو منع من إتيان المنكر لبطل التكليف .
ثم قال : « إنّهما لا يقرّ بان من أجَلٍ ، ولا ينقصان من رزق » ، وإنما قال عليه السلام ذلك ؛ لأنّ كثيرا من الناس يكفّ عن نهي الظلمة عن المناكير ؛ توهّما منه أنّهم إمّا أن يبطشوا به فيقتلوه ، أو