فأمّا قوله عليه السلام : « ولو دُعِيَتْ لتنال من غيري مثل ما أتت إليّ ، لم تفعل » فإنما يعني به عمر ، يقول : لو أنّ عمر وَلِيَ الخلافة بعد قتل عثمان على الوجه الذي قتِل عليه ، الوجهِ الّذي أنا وليت الخلافة عليه ، ونسِب إلى عمر أنه كان يؤثر قتله ، أو يحرّض عليه ، ودعِيَتْ عائشة إلى أن تخرج عليه في عصابة من المسلمين إلى بعض بلاد الإسلام ـ تثير فتنة وتنقض البيعة ـ لم تفعل ، وهذا حقّ ؛ لأنها لم تكن تَجِد على عمر ما تجده على عليّ عليه السلام ، ولا الحال الحال ۱ .
فأمّا قوله : « ولها ـ بعدُ ـ حُرْمتها الأولى ، والحساب على اللّه » ، فإنه يعني بذلك حُرْمَتها بنكاح رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم لها ، وحسابها على اللّه ؛ لانه غفور رحيم لا يتعاظم عفوه زلّة ، ولا يضيق عن رحمته ذنب .
الأصْلُ :
۰.منه :سَبِيلٌ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ ، أَنْوَرُ السِّرَاجِ . فَبِالاْءِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ ، وَبِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الاْءِيمَانِ ، وَبِالاْءِيمَانِ يُعْمَرُ الْعِلْمُ ، وَبِالْعِلْمِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ ، وَبالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا ، وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الآخِرَةُ ، وَبِالقِيَامَةِ تُزْلَفُ الجَنَّةُ للمُتقينَ وَتُبرزُ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ . وَإِنَّ الْخَلْقَ لاَ مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ ، مُرْقِلِينَ فِي مِضْمَارِهَا إِلَى