[ مقدمة الشريف الرضي ]
قال الرضيّ رحمه الله :
بِسمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
( أمّا بعدَ حَمْدِ اللّه الذي جعل الحمدَ ثمنا لنعمائه ، ومَعاذا من بلائه ، ووسيلاً إلى جنانه ، وسببا لزيادة إحسانه . والصلاةُ على رسوله ، نبيّ الرحمة ، وإمام الأئمة ، وسراجِ الأُمّة ، المنتجَب من طينة الكَرَم ، وسلالة المجد الأقدم ، ومغرِس الفَخار المعرِق ، وفَرْع العلاء المُثْمر المورِق ؛ وعلى أهلِ بيته مصابيح الظُّلَم ، وعِصَم الأمم ، ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيلِ الفضل الراجحة . فصلّى اللّه عليهم أجمعين ، صلاة تكون إزاءً لفضلهم ، ومكافأة لعملهم ، وكِفاء لطيب أصلهم وفرعهم ، ما أنار فجر طالع ، وخَوَى نجم ساطع ) .
الشرح :
اعلم أنّي لا أتعرّضُ في هذا الشرح للكلام فيما قد فرغ منه أئمةُ العربية ، ولا لتفسير ما هو ظاهر مكشوف .
ونبتدئ الآن فنقول : قال لي إمام من أئمة اللغة في زماننا : هو الفِخار ، بكسر الفاء ، قال : وهذا مما يغلَط فيه الخاصة فيفتحونها ، وهو غير جائز ، وعندي أنّه لا يبعد أن تكون الكلمة مفتوحة الفاء ، وتكون مصدر « فَخَر » لا مصدر « فاخر » ، والعِصَم : جمع عِصْمة ، وهو ما يعتصم به . والمنار : الأعلام ، واحدها مَنارة ، بفتح الميم . والمثاقيل : جمع مثقال ، وهو مقدار وَزْن الشيء ، تقول : مثقال حبّة ، ومثقال قيراط ، ومثقال دينار . وليس كما تظنه العامة