بمذهب للمعتزلة ؛ لا متقدّميهم ولا متأخّريهم!
قلت : هذا الموضع مشكل ، ولي فيه نظر ؛ وإن صحّ أن عليا عليه السلام قاله ، قلتُ كما قال ؛ لأ نّه ثبت عندي أنّ النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال : « إنه مع الحق ، وإن الحق يدور معه حيثما دار » ، ويمكن أن يتأوّل ويطبّق على مذهب المعتزلة ، فيحمل على أن المراد كمالُ الإمامة كما حمل قوله صلى الله عليه و آله وسلم : « لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد » على نفي الكمال ، لا على نفي الصحة ۱ .
الأصْلُ :
۰.منها :آثَرُوا عَاجِلاً وَأَخَّرُوا آجِلاً ، وَتَرَكُوا صَافِياً ، وَشَرِبُوا آجِناً كَأ نّي أَنْظُرُ إِلَى فَاسِقِهِمْ وَقَدْ صَحِبَ الْمُنكَرَ فَأَلِفَهُ ، وَبَسْئَ بِهِ وَوَافَقَهُ ، حَتَّى شَابَتْ عَلَيْهِ مَفَارِقُهُ ، وَصُبِغَتْ بِهِ خَلاَئِقُهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ مُزْبِداً كَالتَّيَّارِ لاَ يُبَالِي مَا غَرَّقَ ، أَوْ كَوَقْعِ النَّارَ فِي الْهَشِيمِ لاَ يَحْفِلُ مَا حَرَّقَ .
أَيْنَ الْعُقُولُ الْمُسْتَصْبِحَةُ بِمَصَابِيحِ الْهُدَى ، وَالْأَبْصَارُ الْلاَّمِحَةُ إِلَى مَنَازِلِ التَّقْوَى ! أَيْنَ الْقُلُوبُ الَّتِي وُهِبَتْ للّه ، وَعُوقِدَتْ عَلَى طَاعَةِ اللّهِ ! ازْدَحَمُوا عَلَى الْحُطَامِ ، وَتَشَاحُّوا عَلَى الْحَرَامِ؛ وَرُفِعَ لَهُمْ عَلَمُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَصَرَفُوا عَنِ الْجَنَّةِ وُجُوهَهُمْ ، وَأَقْبَلُوا إِلَى النَّارِ بِأعْمَالِهِمْ ؛ وَدَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَوَلَّوْا ، وَدَعَاهُمُ الشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَأَقْبَلُوا!