يرجع إلى ذات اللّه ، يعني الصدقات وما يجري مجراها من صلة الرَّحم والضيافة وفكّ الأسير والعاني ، وهو الأسير بعينه ، وإنما اختلف اللفظ .
والغارم : مَنْ عليه الديون ويقال : صَبَر فلان نفسَه على كذا مخفّفاً ، أي حبسها ، قال تعالى : « وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ » ۱ . وقوله : « فإن فَوْزا » : أفصح من أن يقول : « فإنّ الفوز » أو فإنّ في الفوز .
ومراده تقرير فضيلة هذه الخصال في النفوس ، أي متى حصل للإنسان فوزٌ ما بها ؛ فقد حصل له الشرف ، وهذا المعنى وإن أعطاه لفظة « الفوز » بالألف واللام إذا قصد بها الجنسية إلاّ أنه قد يسبق إلى الذهن منها الاستغراق لا الجنسية ، فأتى بلفظةٍ لا توهِم الاستغراق ؛ وهي اللفظة المنكرة ؛ وهذا دقيق ، وهو من لباب علم البيان .
۱۴۳
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلام في الاستسقاءأَلاَ وَإِنَّ الْأَرْضَ الَّتِي تَحْمِلُكُم ، وَالسَّمَاءَ الَّتِي تُظِلّكُمْ ، مُطِيعَتَانِ لِرَبِّكُمْ ، وَمَا أَصْبَحَتَا تَجُودَانِ لَكُمْ بِبَرَكَتِهِمَا تَوَجُّعاً لَكُمْ ، وَلاَ زُلْفَةً إِلَيْكُمْ ، وَلاَ لِخَيْرٍ تَرْجُوَانِهِ مِنْكُمْ ، وَلكِنْ أُمِرَتَا بِمَنَافِعِكُمْ فَأَطَاعَتَا ، وَأُقِيمَتَا عَلَى حُدُودِ مَصَالِحِكُمْ فَقَامَتَا .
إِنَّ اللّهَ يَبْتَلِي عِبَادَهُ عِنْدَ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ بِنَقْصِ الثَّـمَرَاتِ ، وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ ، وَإِغْلاَقِ خَزَائِنِ الْخَيْرَاتِ ، لِيَتُوبَ تَائِبٌ ، وَيُقْلِعَ مُقْلِعٌ ، وَيَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ ، وَيَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ .
وَقَدْ جَعَلَ اللّهُ سُبْحَانَهُ الاِسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : « اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ