ثقُلت على معاوية بالشام ، وكره أن أُجاور أخاه وابنَ خاله بالمصريْن ، فأُفسِد الناس عليهما ، فسيّرني إلى بلدٍ ليس لي به ناصر ولا دافع إلاّ اللّه ، واللّه ما أُريد إلاّ اللّه صاحبا ، وما أخشى مع اللّه وحشة .
واعلم أنّ الذي عليه أكثر أرباب السِّيرة وعلماء الأخبار والنّقل ، أنّ عثمان نفى أبا ذرّ أولاً إلى الشام ، ثم استقدمه إلى المدينة لما شكى منه معاوية ، ثم نفاه من المدينة إلى الرَّبَذة لَمّا عمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام ۱ .
۱۳۱
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلامأَيَّتُهَا النُّفُوسُ الُْمخْتَلِفَةُ ، وَالْقُلُوبُ الْمُتَشَتِّتَةُ ، الشَّاهِدَةُ أَبْدَانُهُمْ ، وَالْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ ، أَظْأَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَأَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ الْمِعْزَى مِنْ وَعْوَعَةِ الْأَسَدِ ! هَيْهَاتَ أَنْ أَطْلَعَ بِكُمْ سِرَارَ الْعَدْلِ ، أَوْ أُقِيمَ اعْوِجَاجَ الْحَقِّ .
اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ ، وَلاَ الِْتمَاسَ شِيْءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ ، وَلكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَنُظْهِرَ الاْءِصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ ، فَيَأْمَنَ الْمَظلومُونَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ .
اللَّهُمْ إِني أَوَّلُ مَنْ أَنَابَ ، وَسَمِعَ وَأَجَابَ ، لَمْ يَسْبِقْنِي إِلاَّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم بِالصَّلاَةِ . وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ وَالْمَغَانِمِ وَالْأَحْكَامِ وَإِمَامَةِ الْمُسْلِمِينَ الْبَخِيلُ ، فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ ، وَلاَ الْجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ ،