وَلاَ قَعْقَعَةُ لُجُمٍ ، وَلاَ حَمْحَمَةُ خَيْلٍ يُثِيرُونَ الْأَرْضَ بأَقْدَامِهمْ كَأ نّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ .
قال الشريف الرضي أبو الحسن رحمه الله :
يومئ بذلك إلى صاحب الزّنج ۱ .
۰.ثمّ قال عليه السلام :وَيْلٌ لِسِكَكِكُمُ الْعَامِرَةِ وَالدُّورِ الْمُزَخْرَفَةِ الَّتِي لَهَا أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ النُّسُورِ ، وَخَرَاطِيمُ كَخَرَاطِيمِ الْفِيَلَةِ ، مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ لاَ يُنْدَبُ قَتِيلُهُمْ ، وَلاَ يُفْقَدُ غَائِبُهُمْ .
أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا ، وَقَادِرُهَا بَقَدْرِهَا ، وَنَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا!
الشّرْحُ :
اللّجَب : الصوت . والدُّور المزخرفة : المزيّنة المموّهة بالزُّخرف ، وهو الذهب .
وأجنحة الدور التي شبّهها بأجنحة النسور : رواشينها . والخراطيم : ميازيبها . وقوله : « لا يندب قتيلُهم » ، ليس يريد به مَنْ يقتلونه ، بل القتيل منهم ؛ وذلك لأنَّ أكثرَ الزَّنج الذين أشار إليهم ، كانوا عبيداً لدهاقين البصرة وبناتها ، ولم يكونوا ذوِي زوجاتٍ وأولاد ، بل كانوا على هيئة الشطّار عُزّاباً فلا نادبةَ لهم . وقوله : « ولا يفقد غائبهم » ، يريد به كثرتَهم وأنّهم كلما قتِل منهم قتيل سدّ مسدّه غيره ، فلا يظهر أثر فقده . وقوله : « أنا كابّ الدنيا لوجهها » ، مثل الكلمات المحكيّة عن عيسى عليه السلام : أنا الذي كببت الدنيا على وجهها ، ليس لي زوجةٌ تموت ، ولا بيت يخرب ، وسادِي الحجَر وفراشي المدَر ، وسراجي القمر .