قوله : « جفاة عن الكتاب » : جمع جافٍ وهو النابي عن الشيء ، أي قد نَبوْا عن الكتاب لا يلائمهم ولا يناسبونه ، تقول : جفَا السرجُ عن ظهرِ الفرس إذا نبا وارتفع ، وأجفيتُه أنا ، ويجوز أن يريد أنَّهم أعراب جفاة ، أي أجْلافٌ لا أفهام لهم . قوله : « نُكُبٌ عن الطريق » ، أي عادلون ، جمع ناكب ، نكَب ينكُب عن السبيل ، بضم الكاف ، نكُوباً . قوله : « وما أنتم بوثيقة » ، أي بذي وثيقة ، فحذف المضاف ، والوثيقة : الثقة ، يقال : قد أخذت في أمر فلان بالوثيقة ، أي بالثقة ، والثقة مصدر . والزوافر : العشيرة والأنصار ، ويقال : هم زافرتهم عند السلطان ، للذين يقومون بأمرهم عنده . وقوله : « يعتصم إليها » ، أي بها ، فأناب « إلى » مناب الباء ، وحُشاش النار : ما تُحشّ به ، أي توقد . وروي « حَشاش » بالفتح كالشَّياع ، وهو الحطب الذي يلقى في النار قبل الجزل ، وروي : « حُشّاش » بضم الحاء وتشديد الشين ، جمع حاشٍّ ، وهو الموقد للنار .
قوله : « أفٍّ لكم » من الألفاظ القرآنية ، وفيها لغات « أفّ » بالكسر وبالضم وبالفتح و « أفٍّ » منوناً بالثلاث أيضا ، ويقال : أفّا وتفّا ، وهو اتباع له ، وأفَّة وتفّة ، والمعنى استقذار المعنيّ بالتأفيف . قوله : « لقد لقيت منكم بَرْحا » ، أي شدّة ، يقال : لقيت منهم بَرْحا بارحاً ، أي شدّة وأذى . ويروى : « ترحاً » ، أي حزناً .
ثم ذكر أنه يناديهم جهاراً طوراً ، ويناجيهم سِرّا طوراً ، فلا يجِدُهم أحرارا عند ندائه ، أي لا ينصرون ولا يجيبون ، ولا يجدهم ثقاتا وذوي أمانة عند المناجاة ، أي لا يكتمون السرّ . والنّجاء : المناجاة ، مصدر ناجيته نجاءً ، مثل ضاربته ضِرابا ، وصارعته صِراعاً .
۱۲۶
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء
وتصييره الناس أُسوة في العطاء من غير تفضيل أُولي السابقات والشرف :أَتَأْمنِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ ؟! وَاللّهِ لاَ أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ