وأبقيْت عليهم ؛ لأني طمعت في أمرٍ يُلمّ اللّه به شَعَث المسلمين ، ويتقاربون بطريقه إلى البقية ، وهي الإبقاء والكفّ .
۱۲۲
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام قاله لأصحابه في ساعة الحربوَأَيُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رِبَاطَةَ جَأْش عِنْدَ اللِّقَاءِ ، وَرَأَى مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً فَلْيَذُبَّ عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ الَّتي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ ، فَلَوْ شَاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ . إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لاَ يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ ، وَلاَ يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ .
إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ ! وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ ، لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاش فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللّهِ!
الشّرْحُ :
أحسّ : علم ووجد . ورِباطة جأش ، أي شدة قَلْب . والماضي « رَبَط » ، كأنه يربط نفسه عن الفرار . والمرويّ : « رِباطة » بالكسر ، ولا أعرفه نقلاً وإنما القياس لا يأباه ، مثل عَمِر عِمارة ، وخَلَب خِلابة . والفشل : الجبن . وذبّ الرجل عن صاحبه ، أي أكثر الذبّ ، وهو الدفع والمنع . والنَّجْدة : الشجاعة . والحثيث : السريع ، وفي بعض الروايات : « فليذبّ عن صاحبه » بالإدغام ، وفي بعضها « فليذبُبْ » بفك الإدغام . والميتة ، بالكسر : هيئة الميت كالجِلْسة والرِّكْبة هيئة الجالس والراكب ، يقال : مات فلان مِيتة حسنةً ، والمرويّ في « نهج البلاغة » بالكسر في أكثر الروايات ، وقد روى : « من موتة » وهو الأليق ، يعني المرّة الواحدة ؛ ليقع في مقابلة الألف .