الحميدة ، والسيرة الحسنة ، أطاعه بقلبه باطنا ، بعد أن كان انضوى إليه ظاهراً .
واعلم أنّ هذا الكلام قاله أمير المؤمنين عليه السلام للأنصار بعد فراغه من حرب الجمل ، وقد ذكره المدائني والواقديّ في كتابيهما ۱ .
۱۱۸
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلاموقد جمع الناس وحضّهم على الجهاد فسكتوا ملياً
فقال عليه السلام : مَا بَالُكُمْ ! أَمُخْرَسُونَ أَنْتُمْ ؟ فقال قومٌ مِنْهُمْ : يا أميرَ المؤمِنِينَ ، إن سرْتَ سِرْنَا مَعَكَ .
۰.فقال عليه السلام :مَا بَالُكُمْ ! لاَ سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ ! وَلاَ هُدِيتُمْ لِقَصْدٍ ! أَفِي مِثْلِ هذَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَخْرُجَ ؟ وَإِنَّمَا يَخْرُجُ فِي مِثْلِ هذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وَذَوِي بَأْسِكُمْ ، وَلاَ يَنْبَغِي لِي أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ وَالْمِصْرَ وَبَيْتَ الْمَالِ وَجِبَايَةَ الْأَرْض ، وَالْقَضَاءَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَالنَّظَرَ فِي حُقُوقِ الْمُطَالِـبِينَ ، ثُمَّ أخْرُجَ فِي كَتِيبَةٍ أَتْبَعُ أُخْرَى ، أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ فِي الْجَفِيرِ الْفَارِغِ .
وَإِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرَّحَى ، تَدُورُ عَلَيَّ وَأَنَا بِمَكَانِي ، فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا ، وَاضْطَرَبَ ثِفَالُهَا . هذَا لَعَمْرُ اللّهِ الرَّأْيُ السُّوءُ . وَاللّهِ لَوْلاَ رَجَائِي الشَّهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِي