خَطّ ، سماه مخطّاً أو خَطّا لدِقّته ، يعنى اللَّحد ، ويروى : « إلى محطّ » بالحاء المهملة ، وهو المنزل ، وحطّ القوم ، أي نزلوا . وألحق آخرُ الخلق بأوله ، أي تساوى الكلّ في شمول الموت والفناء لهم، فالتحق الآخر بالأوّل. أماد السماء : حَرّكها، ويروى : « أمار »، والموَرَان : الحركة . وفَطَرها : شَقّها . وأرجّ الأرض : زلزلها ، تقول : رجّت الأرضُ ، وأرجّها اللّه ، ويجوز « رجّها » ، وقد روي « رجَّ الأرض » بغير همزة ، وهو الأصحّ ، وعليه ورد القرآن : « إذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجّا » ۱ . أرجفها : جعلها راجفة ، أي مرتعدة متزلزلة ، رجفت الأرضُ ، ترجُف ، والرَّجَفان : الاضطراب الشديد . ونسفها : قَلَعها من أُصولها . ودك بعضُها بعضاً : صدمه ودقّه حتى يكسره ويسوّيَه بالأرض . ميّزهم ، أي فَصَل بينهم ، فجعلهم فريقين : سعداء وأشقياء ، ومنه قوله تعالى : « وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ » ۲ ، أي انفصلوا من أهل الطاعة . يظعَن : يرحل . تنوبُهم الأفزاع : تعاودُهم ، وتعرض لهم الأخطار : جمع خَطَر ، وهو ما يشرَف به على الهَلَكة . وتُشخصهم الأسفار : تخرجهم من منزل إلى منزل ، شخص الرجلُ وأشخصه غيرُه . وغلّ الأيدي : جعلها في الأغلال ، جمع غُلّ بالضم ، وهو القَيْد . والقطِران : الهِناء ، قطرتُ البعير أي طَليته بالقَطِران . وبعير مقطور ، وهذا من الألفاظ القرآنية ، قال اللّه تعالى : « سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ » ۳ ؛ والمعنى أنّ النار إلى القَطِران سريعة جداً . ومقطّعات النِّيران ، أي ثياب من النيران ، قد قطعت وفصّلت لهم ، وقيل : المقطّعات : قصار الثياب . والكلَب : الشدّة . والجلَب واللّجَب : الصوت . والقصِيف : الصوت الشديد . لا يُقْصم كُبولها : لا يكسر قيودها ، الواحد كَبْل .
ثم ذكر أن عذابهم سرمديّ ، وأنه لا نهاية له ، نعوذ باللّه من عذاب ساعة واحدة ، فكيف من العذاب الأبديّ!