للأسد . وغار الماء : سفل لنقصه ، وفاض : سال . وتشاجر الناس : تنازَعُوا وهي المشاجرة ، وشَجَر بين القوم ، إذا اختلف الأمر بينهم ، واشتجروا ؛ مثل تشاجروا . وصار الفسوق نسباً يصير الفاسق صديق الفاسق ، حتى يكون ذلك كالنسب بينهم ، وحتى يعجب الناس من العفاف لقلّته وعدمه . ولُبِس الإسلام لبس الفرو ، وللعرب عادة بذلك ، وهي أن تجعل الخَمْل إلى الجسد ، وتظهر الجلد ، والمراد انعكاس الأحكام الإسلامية في ذلك الزمان .
۱۰۸
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامكُلُّ شَيْءٍ خَاشِعٌ لَهُ ، وَكُلُّ شَيْءٍ قَائِمٌ بِهِ : غِنى كُلِّ فَقِيرٍ ، وَعِزُّ كُلِّ ذَلِيل ، وَقُوَّةُ كُلِّ ضَعِيفٍ ، وَمَفْزَعُ كُلِّ مَلْهُوفٍ . مَنْ تَكَلَّمَ سَمِعَ نُطْقَهُ ، وَمَنْ سَكَتَ عَلِمَ سِرَّهُ ، وَمَنْ عَاشَ فَعَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَمَنْ مَاتَ فَإِلَيْهِ مُنْقَلَبُهُ . لَمْ تَرَكَ الْعُيُونُ فَتُخْبِرَ عَنْكَ ، بَلْ كُنْتَ قَبْلَ الْوَاصِفِينَ مِنْ خَلْقِكَ . لَمْ تَخْلُقِ الْخَلْقَ لِوَحْشَةٍ ، وَلاَ اسْتَعْمَلْتَهُمْ لِمَنْفَعَةٍ ، وَلاَ يَسْبِقُكَ مَنْ طلَبْتَ ، وَلاَ يُفْلِتُكَ مَنْ أَخَذْتَ ، وَلاَ يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ عَصَاكَ ، وَلاَ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مَنْ أَطَاعَكَ ، وَلاَ يَرُدُّ أَمْرَكَ مَنْ سَخِطَ قَضَاءَكَ ، وَلاَ يَسْتَغْنِي عَنْكَ مَنْ تَوَلَّى عَنْ أَمْرِكَ . كُلُّ سِرٍّ عِنْدَكَ عَلاَنِيَةٌ ، وَكُلُّ غَيْبٍ عِنْدَكَ شَهَادَةٌ . أَنْتَ الْأَبَدُ فَـلاَ أَمَدَ لَكَ ، وَأَنْتَ الْمُنْتَهَى فَـلاَ مَحِيصَ عَنْكَ ، وَأَنْتَ الْمَوْعِدُ فَـلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ . بِيَدِكَ نَاصِيَةُ كُلِّ دَابَّةٍ ، وَإِلَيْكَ مَصِيرُ كُلِّ نَسَمَةٍ .
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأ نَكَ ! سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ مَا نَرَى مِنْ خَلْقِكَ ! وَمَا أصْغَرَ عَظِيمَةٍ فِي جَنْبِ قُدْرَتِكَ ! وَمَا أَهْوَلَ مَا نَرَى مِنْ مَلَكُوتِكَ ! وَمَا أَحْقَرَ ذلِكَ فِيَما غَابَ عَنَّا مِنْ سُلْطَانِكَ ! وَمَا أَسْبَغَ نِعَمَكَ فِي الدُّنْيَا ، وَمَا أَصْغَرَهَا فِي نِعَمِ الآخِرَةِ!