لهم : كانت الأحكام الشرعية إليكم تردُ منّي ومن تعليمي إياكم ، وتثقيفي لكم ، ثم تصدُر عنكم إلى مَنْ تعلّمونه إياها من اتّباعكم وتلامذتكم ، ثم يرجع إليكم بأنْ يتعلّمها بنوكم وإخوتكم من هؤلاء الأتباع والتلامذة ؛ ففررتم من الزّحف لما أغارت جيوش الشام عليكم ، وأسلمتم منازلكم وبيوتكم وبلادكم إلى أعدائكم ، ومكّنتم الظلَمة من منزلتكم ، حتى حكَموا في دين اللّه بأهوائهم ، وعَمِلوا بالشّبهة لا بالحجّة ، واتسعوا في شهواتهم ومآرب أنفسهم .
ثم أقسم باللّه : إنّ أهل الشام لو فرّقوكم تحت كل كوكب ليجمعنّكم اللّه ليوم ، وهو شرّ يوم لهم ، وكنّى بذلك عن ظهور المسوّدة وانتقامها من أهل الشام وبني أُميّة ، وكانت المسوّدة المنتقمة منهم عراقية وخراسانية .
۱۰۶
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام في بعض أيام صفينوَقَدْ رَأَيْتُ جَوْلَتَكُمْ ، وَانْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ ، تَحُوزُكُمُ الْجُفَاةُ الطَّغَامُ ، وَأَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ ، وَأَنْتُمْ لَهَامِيمُ الْعَرَبِ ، وَيَآفِيخُ الشَّرَفِ ، وَالْأَنْفُ الْمُقَدَّمُ ، وَالسَّنَامُ الْأَعْظَمُ .
وَلَقَدْ شَفَى وَحَاوِحَ صَدْرِي أَنْ رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ ، وَتُزِيلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ؛ حَسّاً بِالنِّصَالِ ، وَشَجْراً بِالرِّمَاحِ، تَرْكَبُ أُولاهُمْ أُخْرَاهُمْ كَالاْءِبِلِ الْهِيمِ الْمَطْرُودَةِ، تُرْمَى عَنْ حِيَاضِهَا ، وَتُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا!
الشّرْحُ :
جوْلتكم : هزيمتكم . فأجمل في اللفظ ، وكنّى عن اللفظ المنفِّر ، عادلاً عنه إلى لفظ لا تنفير