ثم أخبر عليه السلام أنّ اللّه لا يجور على العباد ؛ لأ نّه تعالى عادل ولا يظلم ، ولكنه يبتلي عباده أي يختبرهم ، ثم تلا قوله تعالى : « إنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ وَإنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ » ۱ ، والمراد أنه تعالى إذا فسد الناس لا يلجئهم إلى الصلاح ؛ لكن يتركهم واختيارهم امتحاناً لهم ، فمن أحسن أُثيب ، ومن أساء عوقب!
۱۰۳
الأصْلُ :
۰.ومن خطبة له عليه السلامأَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّداً صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِه ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً ، وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً وَلاَ وَحْياً ، فَقَاتَلَ بِمَنْ أَطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ ، يَسُوقُهُم إِلَى مَنْجَاتِهِمْ؛ وَيُبَادِرُ بِهِمُ السَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ ، يَحْسِرُ الْحَسِيرُ ، وَيَقِفُ الْكَسِيرُ فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ ، إِلاَّ هَالِكاً لاَ خَيْرَ فِيهِ ، حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ وَبَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ ، فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ ، وَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ .
وَايْمُ اللّهِ ، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا ، وَاسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا؛ مَا ضَعُفْتُ ، وَلاَ جَبُنْتُ ، وَلاَ خُنْتُ ، وَلاَ وَهَنْتُ ، وَايْمُ اللّهِ ، لَأَبْقُرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ!
قال الرضي رحمه اللّه تعالى :
وقد تقدَّم مختار هذه الخطبة ، إلاّ أني وجدتها في هذه الرواية على خلاف ما سبق من زيادة ونقصان ، فأوجبت الحال إثباتها ثانية .