من ذلك . وقوله : « انفراج المرأة عن قُبُلها » أي وقت الولادة .
قوله : « ألقطه لَقْطاً » يريد أنّ الضلال غالب على الهدى ؛ فأنا التقط طريق الهدى من بين طريق الضلال لقطاً من هاهنا وهاهنا كما يسلك الإنسان طريقا دقيقة ، قد اكتَنَفها الشوْك والعوْسَج من جانبيها كليْهما ، فهو يلتقط النَّهْج التقاطاً .
الأصْلُ :
۰.انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ ، وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدىً ، وَلَنْ يُعِيدُكُمْ فِي رَدىً ، فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا ، وَإِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا . وَلاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا ، وَلاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا .
لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَمَا أَرَى أَحَداً يُشْبِهُهُمْ مِنْكُمْ ! لَقَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ شُعثاً غُبْراً ، وَقَدْ بَاتُوا سُجَّداً وَقِيَاماً ، يُرَاوِحُونَ بَيْنَ جِبَاهِهِم وَخُدُودِهِمْ ، وَيَقِفُونَ عَلَى مِثْلِ الْجَمْرِ مِنْ ذِكْرِ مَعَادِهِمْ ! كَأَنَّ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ رُكَبَ الْمِعْزَى مِنْ طُولِ سُجُودِهِمْ ! إِذَا ذُكِرَ اللّهُ هَمَلَتْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى تَبُلَّ جُيُوبَهُمْ ، وَمَادُوا كَمَا يَمِيدُ الشَّجَرُ يَوْمَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ ، خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ، وَرَجَاءً لِلثَّوَابِ!
الشّرْحُ :
السمت : الطريق ، ولَبَد الشيء بالأرض ، يلبُد بالضم لُبوداً : التصق بها . ويصبحون شُعثاً غبْراً من قَشَف العبادة وقيام الليل وصوم النهار وهجر الملاذّ ، فيراوحون بين جِباههم وخدودهم ، تارة يسجدون على الجباه ، وتارة يضعون خدودهم على الأرض بعد الصلاة ، تذلّلاً وخضوعا . والمراوحة بين العمل : أن يعمَل هذا مَرّة وهذا مرة ، ويراوح بين رجليه ، إذا قام على هذه تارة وعلى هذه أُخرى . ويقال : معزى لهذا الجِنْس من الغنم ومَعِز ومعيز وأُمعوز ومَعْز ، بالتسكين ، وواحد المعْز ماعز ، كصَحْب وصاحب ، والأنثى ما عزة والجمع مواعز . وهملت أعينُهم : سالَت ، تهمُل وتهمِل . ويروى « حتى تُبَلّ جباههم » ، أي يبلّ