اللَّهُمَّ وَهذَا مَقَامُ مَنْ أَفْرَدَكَ بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي هُوَ لَكَ ، وَلَمْ يَرَ مُستَحِقّاً لِهذِهِ المَحَامِدِ وَالْمَمادِحِ غَيْرَكَ؛ وَبِي فَاقَةٌ إِلَيْكَ لاَ يَجْبُرُ مَسْكَنَتَهَا إِلاَّ فَضْلُكَ ، وَلاَ يَنْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلاَّ مَنُّكَ وَجُودُكَ ، فَهَبْ لَنَا فِي هذَا الْمَقَامِ رِضَاكَ ، وَأَغْنِنَا عَنْ مَدِّ الْأَيْدِي إِلَى سِوَاكَ؛ إِنِّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
الشّرْحُ :
التعداد : مصدر . وخَيْر : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : فأنت خير مأمول .
ومعنى قوله : « قد بسطت لي » ، أي قد آتيتني لسَنا وفصاحة وسعة منطق ، فلا أمدحُ غيرَك ، ولا أحمَدُ سواك . ويعنى بمعادن الخيبة البشر ؛ لأنّ مادحهم ومؤمّلهم يخيب في الأكثر ، وجعلهم مواضع الريبة ؛ لأ نّه لا يوثق بهم في حال .
ومعنى قوله عليه السلام : « وقد رجوتك دليلاً على ذخائر الرحمة وكنوز المغفرة » ، أ نّه راجٍ منه أن يدلّه على الأعمال التي ترضيه سبحانه ، ويستوجب بها منه الرحمة والمغفرة ؛ وكأنّه جعل تلك الأعمال التي يرجو أن يدلّ عليها ذخائر للرحمة وكنوزا . والفاقة : الفقر ؛ وكذلك المسكنة . وينعَش ، بالفتح : يرفع ، والماضي نَعش ، ومنه النعْش لارتفاعه . والمنّ : العطاء والنعمة ، والمنّان من أسماء اللّه سبحانه .
۹۱
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام لمّا أراده الناس على البيعة بعد قتل عثماندَعُوني وَالتمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَألوَانٌ؛ لاَ تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ، وَلاَ تَثبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ . وَإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ ، وَالْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ .
وَاعْلَمُوا أنّي إنْ أَجَبتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ، وَلَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وَعَتْبِ