217
تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي

الشّرْحُ :

وهاشم بن عتبة هو المِرْقال ، سمى المرقال ؛ لأ نّه كان يُرْقِل في الحرب إرقالا ، وهو من شِيعة عليّ .
فأمّا قوله : « لما خَلّى لهم العرْصة » فيعني عَرْصة مصر ؛ وقد كان محمد رحمه اللّه تعالى : لما ضاق عليه الأمر ، ترك لهم مصر وظنّ أنه بالفِرار ينجو بنفسه ، فلم ينجُ وأُخِذ وقُتِل .
وقوله : « ولا أنهزَهم الفُرصَة » ، أي ولا جعلهم للفرصة منتهزين . والهمزة للتعدية ، يقال : أنهزت الفرصة ، إذا أنهزتُها غيري .

۶۸

الأصْلُ :

۰.ومن كلام له عليه السلام في ذم أصحابهكَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ ، وَالثِّيَابُ الْمُتَدَاعِيَةُ ! كُلَّمَا حِيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ ، كُلَّمَا أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ ، وَانْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا ، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا .
الذَّلِيلُ وَاللّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ .
إِنَّكُمْ ـ وَاللّهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ ، قَلِيلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ ، وَلكِنِّي لاَ أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسي .
أَضْرَعَ اللّهُ خُدُودَكُمْ ، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ ! لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ ، وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ الْحَقَّ!


تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
216

۶۷

الأصْلُ :

۰.ومن كلام له عليه السلام لما قلد محمد بن أبي بكر مصر فملكت عليه وقتلوَقَدْ أَرَدْتُ تَوْلِيَةَ مِصْرَ هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ ؛ وَلَوْ وَلَّيْتُهُ إِيَّاهَا لَمَّا خَلَّى لَهُمُ الْعَرْصَةَ ، وَلاَ أَنْهَزَهُمُ الْفُرْصَةَ ، بِلاَ ذَمٍّ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَبي بَكْرٍ ، فَلَقَدْ كَانَ إِلَيَّ حَبِيبا ، وَكَانَ لِي رَبِيبا ۱ .

1.أُم محمد بن أبي بكر أسماء بنت عميس ، كانت تحت جعفر بن أبي طالب عليه السلام ، وهاجرت معه إلى الحبشة ثم قتل عنها يوم مؤتة ، فخلف عليها أبو بكر ، فأولدها محمدا ، ثمّ مات عنها ، فخلف عليها أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان محمد ربيبه وخرّيجه ، وجاريا عنده مجرى أولاده ، رضع الولاء والتشيّع منذ زمن الصبا ، فنشأ عليه ، قال علي عليه السلام : « محمد ابني من صلْب أبي بكر » .

  • نام منبع :
    تهذيب «شرح نهج البلاغة» لإبن أبي الحديد المعتزلي
    سایر پدیدآورندگان :
    عبد الحمید بن هبة الله ابن ابی الحدید، به کوشش: سید عبد الهادی شریفی
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 8402
صفحه از 712
پرینت  ارسال به