الشّرْحُ :
وهاشم بن عتبة هو المِرْقال ، سمى المرقال ؛ لأ نّه كان يُرْقِل في الحرب إرقالا ، وهو من شِيعة عليّ .
فأمّا قوله : « لما خَلّى لهم العرْصة » فيعني عَرْصة مصر ؛ وقد كان محمد رحمه اللّه تعالى : لما ضاق عليه الأمر ، ترك لهم مصر وظنّ أنه بالفِرار ينجو بنفسه ، فلم ينجُ وأُخِذ وقُتِل .
وقوله : « ولا أنهزَهم الفُرصَة » ، أي ولا جعلهم للفرصة منتهزين . والهمزة للتعدية ، يقال : أنهزت الفرصة ، إذا أنهزتُها غيري .
۶۸
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام في ذم أصحابهكَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ ، وَالثِّيَابُ الْمُتَدَاعِيَةُ ! كُلَّمَا حِيصَتْ مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ مِنْ آخَرَ ، كُلَّمَا أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ ، وَانْجَحَرَ انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا ، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا .
الذَّلِيلُ وَاللّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ .
إِنَّكُمْ ـ وَاللّهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ ، قَلِيلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ ، وَلكِنِّي لاَ أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسي .
أَضْرَعَ اللّهُ خُدُودَكُمْ ، وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ ! لاَ تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ ، وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبْطَالِكُمُ الْحَقَّ!