هكذا لا تعجَز ولا تقف مقدوراتها عند حَدٍّ وغاية أصلاً ؛ ويستحيل عليها التعب ، لأنها ليستْ ذات أعضاء وأجزاء .
وأمّا قوله عليه السلام : « ولا وَلَجتْ عليه شُبْهة » إلى قوله : « وأمر مُبْرَم » ، فحقّ ؛ لأ نّه تعالى عالم لذاته ؛ أي إنما عَلِم ما علمه لا بمعنى أن يتعلّق بمعلوم دون معلوم ؛ بل إنما علم أيّ شيء أشرت إليه ، لأ نّه ذات مخصوصة ؛ ونسبة تلك الذات إلى غير ذلك الشيء المشار إليه ، كنسبتها إلى المشار إليه ، فكانت عالمة بكلِّ معلوم ؛ واستحال دخول الشبهة عليها فيما يقضيه ويقدّره .
وأمّا قوله : « المأمول مع النِّقم ، المرهوب مع النعم » ؛ فمعنى لطيف ، وإليه وقعت الإشارة بقوله تعالى : « أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ » ۱ ، وقوله سبحانه : « سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ » ۲ ،وقوله تعالى : « فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا * إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرا » ۳ ، وقوله سبحانه : « فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرا كَثِيرا » ۴ .
۶۵
الأصْلُ :
۰.ومن كلام له عليه السلام كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفينمَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ : اسْتَشْعِرُوا الْخَشْيَةَ ، وَتَجَلْبَبُوا السَّكِينَةَ ، وَعَضُّوا عَلَى النَّوَاجِذِ ، فَإِنَّهُ أَنْبَى لِلسُّيُوفِ عَنِ الْهَامِ وَأَكْمِلُوا اللَأْمَةَ ، وَقَلْقِلُوا السُّيُوفَ فِي أَغْمَادِهَا قَبْلَ سَلِّهَا وَالْحَظُوا الْخَزْرَ ، وَاطْعَنُوا الشَّزْرَ ، وَنَافِحُوا بِالظُّبَا ، وَصِلُوا السُّيُوفَ